مراسلتا “الثورة” في دمشق ميساء العلي وبيداء الباشا:
قال أستاذ الاقتصاد في جامعة حلب الدكتور حسن حزوري: إنه وبعد انتصار الثورة، وعودة مئات الآلاف لزيارة أهاليهم وذويهم، سيكون هناك طلب متزايد على الإيجارات خلال الربيع والصيف القادم، وهذا سيؤدي إلى مزيد من ارتفاع أسعار الإيجارات للعقارات.
تجميد القرارات المجحفة
وأضاف في حديث خاص لصحيفة الثورة أن الحكومة الحالية، ستعمد إلى تجميد كل القرارات المجحفة سابقاً حول موضوع الإيجارات القديمة والغبن الكبير الذي يقع على المالك، بمعنى أن الاتجاه سيكون لتحرير أسعار الإيجارات، وجعلها وفق قاعدة العقد شريعة المتعاقدين.
وأفاد الدكتور حزوري أن أسعار شراء العقارات ستنخفض عكس الإيجارات، والسبب بحسب رأيه رخص المواد الأولية اللازمة للبناء بسبب انتهاء الاحتكار الذي كان يمارس سابقاً.
إقبال على الإيجارات
في جولة لصحيفة الثورة على بعض المكاتب العقارية في بعض أحياء مدينة دمشق اتفق الجميع أن هناك إقبالاً على الإيجارات أكثر من البيع والشراء، وأعادوا ذلك لتوقف عمليات البيع والشراء خلال الفترة الحالية والتوجه نحو الإيجارات، ولاسيما الشقق المفروشة، سواء بشكل يومي أم أسبوعي أم شهري، وبالأخص للسوريين العائدين من الخارج بعد التحرير لزيارة أهاليهم وأقاربهم، إضافة إلى الطلب على الإيجارات السنوية وبشكل لافت.
زياد الحموي- صاحب مكتب عقاري في منطقة الطلياني قال لنا: إن الإقبال على الإيجارات بدأ منذ تحرير محافظة حلب، وارتفع بشكل كبير بعد تحرير سورية بشكل كامل.
وبالنسبة لأسعار الإيجارات، بين الحموي أن السعر يختلف حسب المنطقة والمساحة والإكساء، وجودة المفروشات وهو يبدأ من ٨٥٠ ألف ليرة لغرفة ومنافعها في منطقة شعبية ويرتفع ليصل إلى ٤ ملايين ونصف لشقة مفروشة بمساحة ٨٠ متراً مربعاً.
يتزايد في الصيف
وفي منطقة المزة التقينا عمر بازرباشي- صاحب مكتب عقاري، والذي قال: إن الإقبال هذه الفترة يتراوح بين الوسط والجيد، وتوقع أن يزداد الطلب على الإيجارات في الصيف بعد عودة المغتربين لزيارة أهاليهم.
وبالنسبة لعمليات البيع والشراء، أوضح أنه لا يوجد حالياً بل التوجه نحو الإيجارات وخاصة للشقق المفروشة.
وحول الأسعار قال: إن الإيجارات في منطقة المزة تختلف حسب المكان، فعلى سبيل المثال يبدأ السعر من ٥ ملايين بالشهر إلى ٧ ملايين على أوتستراد المزة.
عرض وطلب
في حين بمنطقة قدسيا في ريف دمشق يقول وليد الشربجي صاحب مكتب عقاري: إن الإيجارات بالنسبة للشقق غير المفروشة يبدأ من ٢ مليون ليرة ليصل إلى ٣ ملايين ليرة حسب المساحة، بينما الشقق المفروشة تبدأ من ٣ ملايين ليرة وتصل إلى ٤ ملايين ليرة حسب جودة الإكساء وأثاث المنزل، مشيراً إلى أن مسألة أسعار الإيجارات مرتبطة بالعرض والطلب، متوقعاً أن تنخفض خلال الفترة القادمة.
وعند تواجدنا في أحد المكاتب العقارية بمنطقة الشعلان أكد المهندس أحمد هيطلاني والذي كان يبحث عن شقة مفروشة لعائلته بعد عودته إلى سوريا بعد التحرير، خاصة وأنه فقد منزله في حرستا أيام النظام البائد، أكد أن الإيجارات منطقية، وهي مسألة عرض وطلب حسب ما يرغب به الزبون.
تنافس إيجابي
ومن خلال جولتنا شهدنا حالة ارتياح بالنسبة لشراء العقارات تحديداً والتي كان امتلاك عقار سكني أيام النظام البائد، والسبب بيع وشراء العقارات انخفاض تكلفة المواد الأولية للبناء والتي كانت محتكرة، إضافة إلى الانفتاح الذي سنشهده من خلال عملية إعادة الإعمار، ودخول شركات من الخارج مما سيخلق حالة تنافس إيجابية بسبب سهولة بيع وشراء العقارات بعد ما كانت معقدة.