الثورة – جهاد اصطيف وحسن العجيلي:
لعل المتجول اليوم في أسواق حلب لا يخال له أنها المدينة التي كانت قبل نحو شهر من الآن.. انخفاض ملحوظ في أسعار عموم المواد الغذائية، وتوفرها بكثرة، رافقها تحسن الإقبال على الشراء، بعد سقوط النظام البائد قبل شهر.
– ارتياح المواطن:
من الواضح الارتياح لدى المواطنين في حلب وتطلعهم إلى مزيد من التحسن في المستوى المعيشي، وكذلك لدى أصحاب المحال التجارية بعد انكماش اقتصادي طال وهدد مصدر رزقهم، فأمام واجهة أي محل لبيع الفروج، يتجمع عدد من الأفراد في انتظار دورهم لتسجيل طلباتهم، وهو مشهد خف كثيراً في السنوات الماضية بسبب ارتفاع الأسعار الخيالي.
يقول ممن التقتهم صحيفة الثورة من أصحاب المحال: إن الوضع الآن أفضل حالاً، فالناس عادوا ليشتروا بعد أن ضاقت بهم وبنا السبل، الفروج قل سعره كثيراً، لأسباب متعددة، وكأن هماً وأنزاح عن كاهلنا، فلم نعد نفكر بدوريات “التموين”، أو بفرض الضرائب الباهظة، أو الربط الإلكتروني، عدا عن “الأتاوات” التي كانت تفرض علينا من مراقب “صحة البلدية” وغيره.
ويؤكد هؤلاء أن حركة البيع باتت تزداد يوماً بعد يوم، خاصة وأن مستلزمات الإنتاج من “فروج، زيت، وغاز …” متوفرة، وأن أسعارها انخفضت بشكل ملحوظ.
– تحسن الإقبال على الشراء:
ويضيف أصحاب المحال: قبل سقوط النظام البائد كنا نشتري ليتر المازوت بنحو ٢٠ ألف ليرة مثل هذه الأيام، واليوم سعره بين ١٠ و١١ ألفاً، وإسطوانة الغاز سعة ١٦ كيلوغراماً سعرها كان يصل إلى مليون ونصف المليون ليرة، وحالياً أقل من الثلث، فيما ليتر الزيت بات سعره نحو ١٨ ألفاً.
انخفاض الأسعار، وتحسن الإقبال على الشراء، يلمسهما المستهلك أيضاً لدى أفران صناعة خبز الصمون والكعك والكاتو، فقد انخفض السعر إلى أكثر من ٣٠%.
ولم تمنع برودة الطقس المواطنين والزائرين من التجول في سوق الجميلية العريق وسط حلب، المعروفة بانتشار أفخر محال صناعة أنواع الحلويات، والتزود بما يرغبون، في أرجاء أحد تلك المحال علق علم الثورة ووضع على علب الحلويات، وقد بدا السرور على وجه العديد من أصحابها، ولسان حالهم يقول “سوريا ولدت من جديد، وصار إقبال على الشراء، وستعود البلاد إلى أفضل مما كانت عليه”.
– الخضراوات والفواكه صارت متاحة:
انخفاض الأسعار ينسحب أيضاً على الخضراوات والفاكهة، إذ رصدت “الثورة” ضمن جولتها أيضاً، وصول سعر الكيلوغرام الواحد من الموز إلى ١٠ آلاف ليرة بعدما كان قبل سقوط النظام البائد بأكثر من ٣٠ ألفاً، والبطاطا إلى ما بين ٣ – ٤ آلاف، في حين كانت تصل إلى أكثر من ١٥ ألفاً، والسكر وصل إلى ما دون ٩ آلاف بعدما حلق إلى أكثر من ١٦ ألفاً.
ولعل أكثر ما ولد ارتياحاً لدى السكان هو انتهاء عمليات “البلطجة والإذلال” على المخابز للحصول على الخبز، التي كان يقوم بها “أزلام النظام البائد” ويقول رجل خمسيني: صارت الناس كلها مثل بعضها، صرت آخذ حصتي بأقل من ربع ساعة، وأعامل باحترام.
وبعدما كان يتم الحصول على ٢٥ ليتر بنزين كل ١٤ يوماً، مما يجبر صاحب السيارة “تكسي عمومي” على شرائه من السوق السوداء بسعر مرتفع ٣٠ ألف ليرة لليتر، باتت بسطات بيع عبوات المادة تنتشر بكثافة في معظم الشوارع الرئيسية بسعر ١٥ ألفاً.
– تحسن سعر الليرة أمام الدولار:
وتركت عملية السماح بالتعامل بالدولار ارتياحاً كبيراً لدى السكان، وشهد سعر صرف الليرة السورية أمامه تحسناً ملحوظا، إذ سجلت الليرة ١٣٠٠٠ مقابل الدولار للمبيع، وللشراء أكثر قليلاً في مصرف سوريا المركزي، في حين وصلت الليرة في السوق الموازية، وفق عدد من التطبيقات، إلى أقل من ١١٠٠٠ لكل دولار، عكس ما كان يحصل أيام النظام البائد، إذ كان السعر الموازي يفوق سعر النشرة الرسمية.
هذه بعض من مشاهد الأسواق والشوارع في حلب وهي تنبض بالحياة وسط رواج عمليات البيع والشراء من قبل المواطنين بحلب.
#صحيفة – الثورة