الثورة – علا محمد:
وسط ظروف مناخية قاسية وظروف إنسانية مأساوية، يعيش النازحون في مخيمات إدلب، حيث تتقاطع آمالهم في العودة إلى بيوتهم مع واقع مرير يثقل كاهلهم.
من قلب المخيمات، تتعالى أصوات الرياح الباردة، تتسلل عبر خيام مصنوعة من القماش الرقيق، لم تعد قادرة على صد موجات البرد القارس، هكذا هو الحال في مخيمات كفر عروق في ريف إدلب.
هؤلاء النازحون الذين غادروا بيوتهم بحثاً عن الأمان، يجدون أنفسهم محاصرين بين عواصف الثلوج والأمطار، مما يزيد من معاناتهم اليومية حيث ضعف الإمكانيات، فلا مصدر للدفء، ولا الملابس القليلة التي يمتلكونها تكفي لمواجهة هذا البرد القارس.
خيمهم، التي هُدمت أحلامهم بداخلها، تحولت إلى مأوىً للألم، فلا يكفي الغذاء المتوفر لمواجهة احتياجاتهم الحيوية، ولا تظهر أي منظمات إنسانية على الأرض لتقديم الدعم.
فقد مر أكثر من عام منذ آخر مساعدة فعلية تلقوها، مما زاد من شعورهم بالعزلة واليأس.
أخوتنا النازحون يفتقدون إلى الخدمات الأساسية، من الرعاية الصحية إلى التعليم، ويشعرون بأنهم معزولون عن العالم الخارجي، على الرغم من تزايد النداءات من ناشطين محليين ودوليين للتدخل، إلا أنهم يعانون في صمت يطالبون بالعون والمساعدة.
معاناتهم هذه تستدعي تحركاً عاجلاً من كل الأطراف، إذ لا يمكن تجاهل إنسانيتهم في ظل الظروف القاسية التي يعيشون فيها، وهذه دعوة لاستجابة إنسانية عاجلة وتحرك فعّال لإنقاذ أرواحهم قبل أن تهددهم قسوة الطبيعة.
معاناة النازحين في الخيام ليست مجرد أرقام في التقارير، بل هي قصص حقيقية تستحق أن تُروى وتُسمع، لعلها تُحرك ضمائر العالم نحو تقديم المساعدة المطلوبة.
#صحيفة_الثورة