حماة – عهد رستم:
رغبة منهم بترسيخ قيم المحبة والسلام والجمال والثقافة والفن، أطلق فنانون وأدباء من مدينتي سلمية وإدلب تظاهرة فنية أدبية حملت اسم “ريشة سلام”، وهي أول عمل فني أدبي يجمعهم بعد انتصار الثورة المباركة وزوال نظام الطاغية المجرم.
مدينة سلمية استضافت الفعالية على مدى اليومين الماضيين، وتضمنت معرضاً تشكيلياً أقيم في مقهى الجندول، وأصبوحة قصصية في جمعية سلمية للمسنين باليوم الأول وأمسية شعرية في اليوم الثاني.
وشارك في الفعالية التي أقيمت برعاية منظمة ACCESS منتدى الخيران الثقافي من إدلب وجمعية بصمة فن وجمعية سلمية للمسنين، وبدعم من المجلس الوطني الإسماعيلي في سلمية والدفاع المدني.
– تبادل ثقافي فني:
وعن أهمية العمل الفني الأدبي المشترك في هذه المرحلة الهامة والرسالة التي يريد تقديمها وأبعاده وآفاقه المستقبلية قال مدير منتدى خيرزان الثقافي الفنان عمار الأمير لـ”الثورة”: يهدف العمل الثقافي الفني المشترك مع الفنانين التشكيليين وأدباء سلمية إلى التبادل الثقافي الفني والتكامل بما يعزز الوحدة الوطنية، وقد شاركنا بـ 55 لوحة تشكيلية من مختلف المدارس الفنية، وركزت الأعمال في معظمها على تصوير وتوثيق المعاناة والألم الذي عانى منه الشعب أثناء حكم النظام البائد المجرم، كما عملنا من خلال هذه الأعمال الفنية والأدبية على إيصال رسائل من أجل السلام والمحبة والأخوة الوطنية على كامل التراب السوري”.
– إغناء التجربة الفنية:
من جانبه أكد الفنان عمار القصير- عضو جمعية بصمة فن، ولجنة تنظيم المعرض، أن النشاط الفني المشترك يغني التجربة الفنية لدى المشاركين، وبالتالي ينعكس على تطوير آفاق الفن السوري بشكل عام وقال: هذه الفعالية الهامة والجميلة تأكيد أننا في سوريا شعب واحد بألمنا وأفراحنا وقيمنا ورسالتنا رغم محاولات النظام البائد أن يفرقنا، وبالنسبة لمشاركتي في المعرض فقد كانت بلوحتين استعملت بهما أسلوبي الخاص وهو الفسيفساء الزيتي، اللوحة الأولى موضوعها الشهيد الذي قتل تحت القصف والتعذيب وفي سجون النظام البائد، والثانية تظهر أثار أفاميا الرائعة، كما شارك زملائي من سلمية بـ 79 لوحة من مختلف القياسات وتنوعت أساليبها بين الزيتي والمائي والفحم وقصل القمح وغيرها بالإضافة إلى 16 منحوتة.
– أصبوحة قصصية:
وبالانتقال إلى الأصبوحة القصصية التي أقيمت في جمعية سلمية للمسنين، تنوعت القصص المقدمة من قبل الأدباء المشاركين بين القصيرة والقصيرة جداً، والتي قدمت لوحات أدبية متقنة في بنائها اللغوي الجميل صورت عقوداً من المعاناة وألم والفساد والقهر والإقصاء التي مارسها النظام البائد بحق الشعب السوري، ولعل /جنازة سعيدة- كنزي/ النصين الذي قدمهما الفنان القاص عمار الأمير خير شاهد على ذلك.
القاص شادي أبو حلاوة أعطى بعداً مجتمعياً وإنسانياً لحياة المهاجر المنهك بالحنين والشوق في قصته /ملل/، كما قدم صوراً جميلة محببة لوجود المرأة القوى والمؤثر في حياتنا من خلال /البنات نعمة/.وكذلك فعل القاص مصطفى عبدو حشود من إدلب في /عاصفة أنثى/، أما الفنان والروائي مراد داؤد فقد قرأ مجموعة من القصص القصيرة وقصيرة جداً كانت عبارة عن لوحات جمالية استعمل فيها أسلوبه الخاص، ولاسيما في الخاتمة بإعطاء نهايات تجتمع بين الألم مع المرح مثل /ساعي البريد- ورقة- وعد وعهد/.
فيما قدم الفنان والقاص محمد محفوض /طرق الباب- لقاء جبابرة- استنكار- النورس المهاجر/، وهي نصوص من الكوميديا السوداء مزج فيها محفوض بأسلوب المميز بين الألم والسخرية والضحك المر.
واختتم الأديب القاص فاتح زيداني مشاركة الضيوف بنص /أغاني لا تموت/ من مجموعته الباريق الملائكة وثلاثة نصوص أخرى هي /قبر من جليد- مطرقة- العنكبوت/.
وكانت الفقرة الغنائية أجمل ختام، وغنى صالح الخطيب، وهو رمز من رموز الثورة في الغوطة مجموعة من أغاني الثورة، رافقه على العود الفنان محمد محفوض، وتفاعل معها الجمهور بحرارة، كما غنت الشابة الموهبة إنارة سكاف من دون موسيقا وبصوت جميل وواعد /قلي يا حبيبي شو الي جرى/ من ألحان الفنان إحسان خضور.
وفي أمسية اليوم الثاني من “ريشة سلام” ألقى الشعراء من سلمية وإدلب قصائد خليلية ونثرية عكست تطوراً ملحوظاً في الوزن والبناء والمقطع واللغة، وقد حملت صوراً لن تمحي من ذاكرة السوريين ورصدت عوالمهم الداخلية بأبعاده المختلفة.
تصوير- حسان نعوس
صحيفة – الثورة