بدأت سوريا دورة حياتها الجديدة بشكل فعلي مع إعلان انتصار الثورة، وتولي القائد أحمد الشرع مهام رئيس الجمهورية العربية السورية للمرحلة الانتقالية لملء فراغ السلطة التي تعد خطوة مهمة في بناء مؤسسات الدولة التي عليها واجبات وطنية كبرى.
وفي مقدمة هذه الواجبات، توحيد سوريا أرضاً وشعباً وبسط الأمن والاستقرار في كافة ربوع البلاد، وصيانة السلم الأهلي والعمل على البدء بإعادة إعمار ما هدمه نظام الأسد البائد، والمضي قدماً بتأمين احتياجات الشعب الملحة بالتعاون مع الأشقاء والأصدقاء والمجتمع الدولي.
وتأتي زيارة أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اليوم لدمشق تجسيداً على أرض الواقع لهذه الانطلاقة السياسية والدورة الحياتية الجديدة لسوريا التي تتقاطر إليها الوفود السياسية والعسكرية والاقتصادية، من جميع أنحاء العالم، وعلى أعلى المستويات لاستكشاف الأوضاع والرؤية المستقبلية لبلد يعد استقراره مصلحة إقليمية ودولية قبل أن تكون مصلحة وطنية.
وعليه فإن بناء البنية الاقتصادية والتنموية يعد من الأولويات الملحة التي توليها سوريا الجديدة اهتماماً كبيراً، لكن هذه العملية لا تستطيع دمشق أن تقوم بها بمفردها، الأمر الذي يوجب على المجتمع الدولي القيام بدعم السوريين لكي يقوموا ببناء بلدهم بأيدهم، وأول هذه الواجبات رفع العقوبات فوراً وبشكل نهائي، لفتح الطريق أمام الاستثمارات العربية والدولية.
#صحيفة – الثورة