الثورة- ترجمة ميساء وسوف:
كتبت المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة إيمي بوب “ينبغي لسوريا أن تكون قادرة على التعامل مع مستقبلها بخطوات حذرة وشاملة مدعومة بقدر كبير من المساعدات الدولية، لقد بدأ السوريون في ممارسة التجارة وإصلاح أنفسهم والتخطيط، إنهم يستحقون دعمنا وصبرنا”.
سوريا مزيج من الأمل والهشاشة، إن شعبها، بما في ذلك أولئك الذين انفصلوا عن ديارهم وتم نفيهم عنها لفترة طويلة، يحتفلون بحق بانتهاء صراع وحشي دام 14 عاماً وأسفر عن مقتل العديد من الأشخاص وتدمير حياة عدد لا يحصى من الناس.
لقد تسببت الحرب في تدمير كل هذا البلد وجعلته عاجزاً عن مواصلة العمل، وما نحتاج إليه الآن هو مزيج من الصبر والمساعدة السخية حتى تتمكن سوريا من استعادة عافيتها وتجنب العودة إلى المزيد من الفوضى والصعوبات.
إن البنية الأساسية الإنسانية في سوريا بلغت حدودها القصوى، وأصبحت تعاني من ضغوط هائلة ونقص شديد في التمويل، وهي مثقلة بالحواجز التي وضعها نظام الأسد البائد والتي حالت دون تقييم الاحتياجات والحصول على المساعدات، والسماح بإعادة الإعمار وتخفيف المخاوف، وعلى الفور ينبغي للمجتمع الدولي أن يعطي الأولوية لتقديم مساعدات كبيرة. فالأكثر ضعفاً، بما في ذلك النازحين، إلى جانب المجتمعات المضيفة والعائدين، يحتاجون إلى الغذاء والمياه والنظافة والصرف الصحي، وغير ذلك من المواد الأساسية.
كما ينبغي للدول أن تنظر في إعفاء سوريا من العقوبات المفروضة عليها منذ فترة طويلة، للسماح ببدء جهود التنمية وإعادة الإعمار. وحتى مع تزايد المساعدات الإنسانية، فإن عملية إعادة التنمية التي تشكل مفتاحاً لمستقبل سوريا لابد أن تبدأ قريباً.
ولطمأنة المجتمع الدولي، يتعين على الحكومة الحالية أن تتابع إشاراتها المبكرة بأنها تفضل مجتمعاً تعددياً يحترم سيادة القانون ــ بما في ذلك حقوق السكن والأرض والممتلكات، وحقوق الإنسان للجميع.
إن إعادة الملايين من الناس إلى سوريا، كما اقترح البعض، من شأنه أن يخاطر بتمزيق الغرز الجديدة التي تربط جراح هذه الأمة الفخورة. والواقع أن البنية الأساسية العامة والحكومية والاقتصادية الهشة لا تستطيع أن تدعم هذا العدد الهائل من العائدين.
لقد سمعنا أن السوريين في البلدان المجاورة يريدون القيام بزيارات “لمشاهدة ما يحدث”، ونحن ندعو جميع بلدان اللجوء إلى السماح بذلك. ومع ذلك، فإنهم يحتاجون إلى بيئة مواتية تسمح لهم بالقيام بذلك بطريقة آمنة.
إن المجتمع الدولي لديه مصلحة في نجاح سوريا وإمكاناتها في أن تكون بمثابة مرساة لمنطقة أكثر سلاما واستقرارا في الشرق الأوسط، منطقة يرغب الناس في الانتقال إليها بدلا من الاضطرار إلى الانتقال منها.
ولكن جلب هذا العصر إلى أرض الواقع يتطلب نهجاً تعاونياً وتخطيطاً دقيقاً والتزاماً طويل الأمد.
المصدر- Euronews
#صحيفة_الثورة