الثورة – ناصر منذر:
تحمل زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى المملكة العربية السعودية، الكثير من الدلالات والأبعاد السياسية والاقتصادية، لما تمثله المملكة من ثقل عربي وإسلامي كبير، وتلعب دوراً مؤثراً وفاعلاً على الصعيد العالمي، وهذه الزيارة إذ تعكس في المقام الأول عمق الروابط الاستراتيجية بين البلدين، فإنها تؤكد من جهة ثانية، بأن سوريا الجديدة اختارت حضنها العربي الخالص، من البوابة السعودية، ولفظت بعيداً الهيمنة الإيرانية على القرار السوري التي كرسها النظام البائد طوال العقود الماضية.
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، رئيس مجلس الوزراء السعودي، استقبل الرئيس الشرع بعد وصوله إلى الرياض في إطار أول زيارة رسمية خارجية يجريها إلى المملكة العربية السعودية، وتم خلال الاجتماع ، بحث مستجدات الأحداث في سوريا والسبل الرامية لدعم أمنها واستقرارها، بالإضافة إلى مناقشة أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وفرص تعزيزها في مختلف المجالات، إلى جانب استعراض تطورات الأوضاع الإقليمية والجهود المبذولة بشأنها. وفق ما ذكرته وكالة الأنباء السعودية، التي أشارت أيضاً إلى أن سمو ولي العهد السعودي هنأ خلال الاستقبال، الرئيس الشرع بمناسبة توليه رئاسة الجمهورية العربية السورية، متمنياً له التوفيق والسداد في تحقيق آمال وطموحات الشعب السوري الشقيق.
وبعد اللقاء قال الرئيس الشرع: أتقدم بالشكر الجزيل لأخي سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على حفاوة الاستقبال والاستضافة. وفق ما ذكرته رئاسة الجمهورية العربية السورية.
وأضاف الرئيس الشرع: أجرينا اليوم اجتماعاً مطولاً لمسنا وسمعنا من خلاله، رغبة حقيقية لدعم سوريا في بناء مستقبلها، وحرصاً على دعمِ إرادة الشعبِ السوريَّ ووحدة وسلامة أراضيه.
وتابع الرئيس الشرع بالقول: كما تناولنا اليوم خلال الاجتماع نقاشاتٍ ومحادثاتٍ موسَّعةً في كلِّ المجالات، وعمِلْنا على رفعِ مستوى التواصلِ والتعاونِ في كافة الصُّعد، لاسيما الإنسانيةِ والاقتصادية، حيث ناقشْنا خططاً مستقبليةً موسَّعة، في مجالاتِ الطاقةِ والتقانة، والتعليمِ والصحة، لنصل معاً إلى شراكةٍ حقيقية، تهدفُ إلى حفظِ السلامِ والاستقرارِ في المنطقةِ كلِّها، وتحسينِ الواقعِ الاقتصادي للشعبِ السوري، هذا بجانب استمرارِ التعاونِ السياسيِّ والدبلوماسيِّ تعزيزاً لدورِ سوريا إزاء المواقفِ والقضايا العربيةِ والعالمية، خصوصاً بعدَ النقاشاتِ التي أُجريَت في العاصمةِ السعوديةِ الرياض، خلالَ الشهرِ الفائت.
واستناداً إلى ما قاله الرئيس الشرع، حول فحوى الاجتماع الغني بملفاته ونقاشاته، يمكننا القول إن سوريا تبدي حرصاً كبيراً على أن تكون السعودية شريكاً أساسياً في عملية النهوض بسوريا، وفي التشاور بعملية إعادة البناء والإعمار، على مختلف الصعد، وبشكل خاص على المستوى الاقتصادي والإنساني، ولاسيما أن المملكة تمتلك كل الإمكانيات اللازمة لمساعدة سوريا على تخطي هذه المرحلة الحساسة، وهي تلعب دورا كبيرا على صعيد إقناع الدول الغربية لرفع العقوبات بشكل كامل عن سوريا، وسبق لها وأن أكدت وقوفها الكامل إلى جانب الشعب السوري، والعمل من أجل تحقيق أمن واستقرار سوريا، ودعم سيادتها ووحدة أراضيها، كما أن سوريا مهتمة بدورها في استلهام رؤية السعودية التنموية 2030 كنموذج مطلوب لمستقبل شعوب المنطقة، وكان الرئيس الشرع قد أكد في تصريحات سابقة له بأن السعودية تتمتع برؤية تنموية تتطلع إليها دمشق، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن سوريا والسعودية يتمتعان بنقاط تقاطعات كثيرة مع ما تصبو إليه الإدارة السورية الجديدة ويمكن أن نلتقي عندها، سواء من تعاون اقتصادي أو تنموي أو غير ذلك.
وكان الرئيس الشرع قد بدأ اليوم زيارة رسمية للمملكة العربية السعودية، التقى خلالها صاحب السمو الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي في قصر اليمامة بالرياض.
ويرافق الرئيس الشرع في زيارته الأولى خارجياً وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني.
وكان في استقبال الرئيس الشرع ووزير الخارجية الشيباني في مطار الملك خالد الدولي سمو الأمير محمد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز نائب أمير منطقة الرياض، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء محمد بن عبد الملك آل الشيخ (الوزير المرافق)، وسمو الأمير فيصل بن عبد العزيز بن عياف أمين منطقة الرياض، والمستشار بالديوان الملكي خالد بن فريد حضراوي، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى سوريا فيصل المجفل، ومدير شرطة المنطقة المكلف اللواء منصور بن ناصر العتيبي، ووكيل المراسم الملكية فهد الصهيل.
السابق
“The Newyork Times”: اختيار الشرع لرحلته الخارجية تعكس التحولات في التحالفات السياسية السورية
التالي