“The Newyork Times”: اختيار الشرع لرحلته الخارجية تعكس التحولات في التحالفات السياسية السورية

الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
وصل الرئيس السوري المعين حديثاً أحمد الشرع إلى المملكة العربية السعودية في وقت مبكر اليوم الأحد في أول رحلة خارجية له منذ أن أطاح تحالفه المعارض بالديكتاتور بشار الأسد.
ومن المتوقع أن يبقى في المملكة العربية السعودية لمدة يومين ويلتقي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وفقاً لوسائل إعلام رسمية سورية وسعودية. وسيناقش الزعيمان تعزيز العلاقات وكيفية حشد الدعم لرفع العقوبات الدولية المفروضة على سوريا، وفقاً لتقارير إعلامية سعودية.
وقد اعتبر اختيار المملكة العربية السعودية كوجهة لأول رحلة خارجية للسيد الشرع بمثابة انعكاس للتحولات في التحالفات السياسية السورية في ظل القيادة الجديدة للبلاد نحو الخليج، بعيداً عن إيران التي كانت حليفاً رئيسياً لنظام الأسد.
وتأتي هذه الزيارة في أعقاب سلسلة من الاجتماعات الدبلوماسية في العاصمة السورية دمشق في الأسابيع الأخيرة، ومنذ وصول التحالف المعارض إلى السلطة في كانون الأول الماضي، توافد دبلوماسيون من أوروبا والولايات المتحدة والخليج وروسيا إلى دمشق للقاء السيد الشرع وإقامة اتصالات مع حكومته.
وسوف تساعد نتائج هذه المبادرات الدبلوماسية في تشكيل الخريطة السياسية الجديدة لسوريا وديناميكيات القوة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، وهي المنطقة التي يعاد تشكيلها في أعقاب حروب إسرائيل في غزة ولبنان وانهيار حكومة الأسد.
لقد تقلص نفوذ إيران في المنطقة بشكل حاد بسبب الحروب التي شنتها إسرائيل، والتي استهدفت وكلاء طهران، وتواجه روسيا تحدياً خطيراً لاستراتيجيتها العسكرية في الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط بعد خسارتها لحليفها الرئيسي في المنطقة، نظام الأسد.
وفي وقت مبكر حثت دول الخليج القادة الجدد في سوريا على إظهار الشمول والتسامح تجاه الطوائف المتنوعة في البلاد.
كما  التقى أمير قطر يوم الخميس الماضي بالسيد الشرع في دمشق، في أول زيارة يقوم بها رئيس دولة خليجية إلى العاصمة السورية منذ وصول تحالف المعارضة إلى السلطة، وأكدت الزيارة على اهتمام الحكام في الخليج بتشكيل سوريا ما بعد الأسد تحت قيادة الشرع.
لقد أبدت المملكة العربية السعودية دعمها للحكومة السورية الجديدة وطالبت برفع العقوبات الغربية والأوروبية المفروضة على حكومة الأسد، وفي أعقاب تعيين الشرع رئيساً مؤقتاً الأسبوع الماضي، أرسل كل من الملك السعودي وولي العهد رسائل تهنئة إلى السيد الشرع، متمنين له النجاح في قيادة سوريا.
وقد أشار الشرع أيضاً إلى أهمية العلاقة، حيث أجرى أول مقابلة حصرية له مع وسائل الإعلام العربية في كانون الأول مع قناة العربية السعودية.
وقال في تصريح لـ”العربية” مستعيداً سنوات طفولته التي قضاها في الرياض قبل عودة عائلته إلى سوريا: “للسعودية دور كبير في مستقبل سوريا، وأنا فخور بكل ما فعلته لنا”.
على مدى عقود من الزمن، كانت سوريا أقرب حليف عربي لإيران في الشرق الأوسط ولاعباً رئيسياً في المنافسة على النفوذ الإقليمي بين طهران والخليج.
وبعد اندلاع الحرب الأهلية في سوريا في عام 2011، كانت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة من أشد المعارضين للأسد، وأغلقت الدولتان سفارتيهما في سوريا في عام 2012 وسط حملة القمع الوحشية التي شنها الأسد على المعارضين، والذي أصبح منبوذاً في المنطقة.
في أوائل عام 2023، عرضت المملكة العربية السعودية تقديم مساعدات إنسانية لنظام الأسد بعد زلزال مدمِّر ضرب تركيا وسوريا، وفي وقت لاحق من ذلك العام، أعيد قبول سوريا في جامعة الدول العربية بعد عقد من العزلة.
ولكن مع الإطاحة بنظام الأسد، تم تهميش إيران في سوريا وبدأت المملكة العربية السعودية بإعادة علاقاتها مع دمشق.
المصدر-  The Newyork Times
#صحيفة_الثورة