الثورة – رفاه الدروبي:
يتضمَّن معرض النحًّات ممتاز شعيب ٣٠ منحوتة بقياسات تتراوح بين ٢٣ سم و١٦٠ سم من مادة البرونز، عمد فيها إلى تشكيل تكوينات مُعقَّدة نسبيَّاً لا يمكن تشكيلها بوسيط نحتي آخر عرضها في صالة البيت الأزرق.
التشكيلي ممتاز شعيب أشار إلى أنَّه أتمَّ العمل من خلال سباكته بمادة البرونز وفق تقنية خاصة في تنفيذ الأعمال النحتيَّة المُعقَّدة، وتكون عبارة عن الشمع المهدور، واستخدام مادة البرونز، كون المنتج النهائي لأي وسيط نحتي غير قابل للديمومة كالصلصال أو المعجون أو الشمعة وغيرها من المواد الهشَّة، والقابلة للتلف، إضافة إلى أنَّه معدن نبيل، ولديه قابلية لنقل التفاصيل بدقة من دون تشويه، ويمكن تطبيق مواد كيمائية عليه تكسبه ألواناً مختلفة من خلال تعتيق المنحوتة مع الحفاظ على إحساس المعدن من دون تشويه.
ولفت النحَّات شعيب إلى أنَّه أنجز موضوعات تعكس حالات إنسانية من واقعنا تعرَّضت “للظلم، للانكسار، للخسارة، للخذلان، للانتظار”، مُشيراً إلى أنَّه رغم ما تعرَّض له الإنسان السوري يبقى مُتشبِّثاً بأرضه حالماً بحياة أفضل، والعمل المجسّد لحظة من الزمن حاول اقتناصها من منظوره الخاص.
كما أكَّد أنَّ الشخوص تحمل في حالاتها واقعاً متعدِّد الأزمنة توحي بما كان سابقاً وحاضراً وحتى ما بعد اللحظة الراهنة ومُستشرفاً المستقبل، مُنوِّهاً بأنَّ المفردات والجمل البصرية من خطوط وتكوينات الكتلة والفراغ وعلاقتها ببعضها في العمل النحتي أو البصري يحتاج لغة بصرية لإبراز أهمية التشكيل، ويمكن أن يكون عملاً تجريدياً لا يحمل أي فكر ويُغني العمل.
وذكر أنَّه اتبع في أعماله مرحلة ما بعد الحداثة، ورأى أنَّه لم يعد هناك أهمية للمدرسة المتَّبعة فالنحت الوسيلة التعبيرية، ويستطيع من خلالها عكس مكنوناته النفسية وإيصال رسالته، لذا غالباً لا يُفكِّر بأسلوب تعبيري معين أثناء العمل، ويعتقد أنَّ فكرة تأطير العمل الفني بأسلوب معين لم تعد مطروحة أو ذات قيمة، بل يسترسل الفنان في إبداعه، سامحاً للوعي تارةً واللاوعي في أخرى قيادة عملية التكوين، لأنَّها غالباً ما تكون مرتجلة من جانب الشكل ومدروسة من حيث الفكرة، فالتشكيليون محكومون بالاستمرار في العمل، وبمسؤولية أخلاقية تجاه البلد صاحب الإرث الحضاري العريق.
#صحيفة_الثورة