الثورة – المهندس بسام مهدي:
أعلن تطبيق WhatsAppواتس آب المملوك لشركة Meta ميتا، يوم الجمعة (31 يناير/ كانون الثاني 2025)، أنه تصدّى لعملية تجسس، نفذتها شركة باراغون سولوشنز الإسرائيلية للمراقبة، حيث استهدفت حوالي 90 من مستخدميه في عشرين دولة، بينهم صحافيون وأعضاء في المجتمع المدني، عبر إرسال ملفات ضارة إلى مجموعات محادثة، وذلك من خلال هواتفهم،وإن بعض المستخدمين كانوا مستهدفين، وربما تعرضوا للخطر بواسطة برامج التجسس، من قبل شركة Paragon Solutions الإسرائيلية، والتي أسسها رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك، وهي شركة إسرائيلية تصنع برامج القرصنة.
إجراءات واتس آب لمواجهة الاختراق
وقال متحدث باسم الشركة: لقد عطل واتس آب حملة تجسس من قبل شركة باراغون استهدفت عدداً من المستخدمين بما في ذلك الصحفيون وأعضاء المجتمع المدني، لقد تواصلنا بشكل مباشر مع الأشخاص الذين نعتقد أنهم قد تأثروا، وقالت شركة واتس آب إن الهجمات المزعومة تعطلت في ديسمبر/كانون الأول، ولم يتضح بعد المدة التي قد تكون الأهداف فيها تحت التهديد.
وفي خطوة تصعيدية، أرسل واتس آب خطابات قانونية إلى شركة باراغون سولوشنز، ومقرّها في إسرائيل يطالبها بوقف أنشطتها، مشددة على ضرورة محاسبة شركات برامج التجسس على أفعالها غير القانونية، وقال متحدث باسم التطبيق: هذا أحدث مثال على الحاجة إلى محاسبة هذه الشركات، سيواصل واتس أب حماية خصوصية مستخدميه.
وقد تم تنبيه الصحفيين وأعضاء المجتمع المدني الآخرين، إلى احتمال حدوث خرق لأجهزتهم، حيث أخبرت WhatsApp صحيفة The Guardian أنها على ثقة عالية في أن المستخدمين التسعين المعنيين كانوا مستهدفين، وربما تعرضوا للخطر.
ورفض المسؤول تحديد من هو المستهدف، على وجه التحديد، لكنه قال إن المستهدفين كانوا مقيمين في أكثر من عشرين دولة، بما في ذلك العديد من الأشخاص في أوروبا.
ورفضت واتس آب الكشف، عن مكان تواجد الصحفيين وأعضاء المجتمع المدني، بما في ذلك ما إذا كانوا مقيمين في الولايات المتحدة.
كيف تم الاستهداف؟
قالت WhatsApp إنها تعتقد أن ما يسمى بالناقل، أو الوسيلة التي تم بها توصيل العدوى للمستخدمين، كانت من خلال ملف pdf ضار تم إرساله إلى الأفراد الذين تمت إضافتهم إلى الدردشات الجماعية، وإن مستخدمي واتس آب أرسلوا مستندات إلكترونية ضارة، لا تتطلب تفاعل المستخدم لاختراق أهدافهم، وقالت WhatsApp إنها تستطيع أن تقول بثقة إن Paragon كانت مرتبطة بهذا الاستهداف.
وقال الخبراء إن الاستهداف كان هجوماً “بدون نقرة”، مما يعني أن الأهداف لم تكن مضطرة للنقر على أي روابط ضارة للإصابة، والذي يعتبر خفياً بشكل خاص، ولا يتطلب أي تفاعل من المستخدم، وقالت WhatsApp إنها لم تتمكن من تحديد العملاء الذين أمروا بالهجمات المزعومة.
تُعرف برامج التجسس التي تنتجها شركة Paragon باسم Graphite وتتمتع بقدرات مماثلة لبرنامج التجسس Pegasus من NSO Group. بمجرد إصابة الهاتف ببرنامج Graphite، يصبح لدى مشغل برنامج التجسس إمكانية الوصول الكامل إلى الهاتف، بما في ذلك القدرة على قراءة الرسائل المرسلة عبر تطبيقات مشفرة مثلWhatsApp.
رفضت شركة باراغون سوليوشنز التعليق
حتى الآن، لم تعلّق شركة باراغون سولوشنز على الاتهامات الموجهة إليها، لكن موقعها الإلكتروني يصف خدماتها بأنها توفر أدوات وفرقا ورؤى أخلاقية لتعطيل التهديدات المستعصية.
ومن الجدير ذكره، بأن باراغون سولوشينز، هي واحدة من شركات كثيرة ظهرت في السنوات الأخيرة، وتقدم أدوات مراقبة متطورة، لزبائنها من الحكومات، ويتّهم منتقدو هذه الشركات، بأنها تسمح للحكومات بانتهاك حقوق الإنسان تحت ستار حماية الأمن القومي.
ختاماً
أثارت هذه الواقعة مخاوف متزايدة بشأن انتشار شركات برامج التجسس التجارية، التي تقدم تقنيات مراقبة متطورة للحكومات، وإن التاريخ يُظهِر أن تكنولوجيا المراقبة السرية دائمة ما تُستخدم ضد المجتمع المدني والصحافيين، وهو إغراء يصعب مقاومته، ويسلط هذا التطور الضوء على المخاوف المتزايدة بشأن شركات برامج التجسس التجارية.
#صحيفة_الثورة