الثورة – مها دياب:
انتهت العطلة الانتصافية، وعاد الطلاب إلى مدارسهم مع فرحة اللقاء بأصدقائهم ومدرسيهم المفضلين، الذين لم يعد منهم عدد كبير، حيث تفاجأ الطلاب أن برنامجهم الأسبوعي للحصص لا يحوي على أسماء مدرسيهم، وكانت الصدمة أن ذلك بسبب قرار التحاقهم بأماكن عملهم الأصلية والتي ليست في المدرسة، الأمر الذي سبب صدمة كبيرة لكثير منهم وخاصة بالنسبة للمواد الأساسية كالعربي والفيزياء والفرنسي، حيث اللغات بالذات تحتاج للاعتياد والتواصل الجيد ما بين الطالب والمدرس، والتي يمتلك مهارتها الطالب مع الوقت خلال الفصل الدراسي.
الكثير من الطلاب عبروا عن حزنهم وقلقهم لذهاب مدرسيهم المفضلين وتبديلهم بآخرين يرونهم للمرة الأولى، ولنقل الصورة كاملة ونقل مدى تأثر الطلاب بهذا التغيير التقت “الثورة” عدداً منهم، مؤكدين خوفهم وصدمتهم للوهلة الأولى مما حدث.
صدمة التغيير
كل من (ساره، وماريا، وشام، ومرح، وهيا، وندى، وأمينة، وسلمى) من طالبات الصف الثاني الإعدادي في ريف دمشق قالوا: إن مواد هذه السنة صعبة إلى حد ما ودقيقة، وقد اعتدن خلال الفصل الأول على طريقة التدريس وأحببن مدرسيهم ومدرساتهن وخاصة العربي والفرنسي، الأمر الذي سهل عليهن إلى حد كبير فهمهن للمواد، وأوضحن أن ذهاب هؤلاء أدخلهن بحالة من الكآبة والتوتر.
كما أكد كل من (عبد الرحمن، وأمير، وقداح، وصديق، وجاد، ورضا، ومؤيد، وطه) أن وجود طلاب كثيرين في الصف يشكل تحدياً أمام مدرسينا، ومع الوقت اعتادوا علينا وكسبوا ثقتنا وعاملونا كأصدقاء وأبناء لهم، ونحن بدورنا نحترمهم ونقوم بواجباتنا وكل ما يطلب منا، ما جعلهم قادرين على التحكم بالعدد الكبير داخل قاعة الصف الواحدة، حيث تحتوي شعبتنا على ما لا يقل عن 60 طالباً، وبالتالي باتت الدراسة أفضل، ونستطيع الاستماع للشرح والفهم والتفاعل معهم.
وهنا تساءل الجميع كيف سنتعامل مع المدرسين الجدد؟ بعد اعتيادنا على الأساسي قبل نقلهم؟ هل سنفهم عليهم؟ وبات لدينا أسئلة كثيرة في ذهننا نخاف من إجابتها، حتى أصبح الخوف الأكبر لدينا من عدم قدرة المدرس الجديد على استيعابنا والتعامل معنا، وعدم قدرتنا على محبة أسلوبه في التدريس والشرح، وبالتالي التقصير في الدراسة أو اعتماد الدروس الخاصة والتي نعلم مدى إرهاقها المادي والمعنوي لأهالينا.
تغيير الأسلوب
ثناء، وريماس، وفرح، وزينه، وليان، وعلي، ويحيى، ومحمد، من طلاب الصف الأول الإعدادي حدثونا عن الخوف والتوتر الذي أصابهم في الفصل الأول لانتقالهم من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الإعدادية واختلاف طريقة التدريس، ووجود عدة مدرسين بدل المدرس الواحد، وبالتالي أخذنا وقتاً طويلاً للتأقلم والاعتياد، ومع التغيير وذهاب مدرسينا الذين نعرفهم واعتدنا عليهم وعلى شرحهم للمواد، أعادنا ذلك إلى نقطة الصفر من قلق وخوف من عدم القدرة على الفهم والاستيعاب.
احتواء الصدمة من الإدارة
السيدة نور رزق مدير مدرسة إعدادية في ريف دمشق، أوضحت كيف كانت صدمة الطلاب حين عودتهم بعد الإجازة، والذين تساءلوا بخوف وتوتر عن مدرسيهم وعن حقيقة عدم ذكر أسمائهم ضمن البرنامج الأسبوعي للحصص، واعتراضهم الشديد على ذلك وإصرارهم على عودتهم ونظراً لتوقعنا لصدمتهم عند عودتهم من الإجازة، حاولنا شرح الأمر لهم بروية وهدوء وأنه قرار صادر من الوزارة، ولابد من تنفيذه، والأمر ليس بيدنا، ولابد من تطبيق القرار.
طمأنة الطلاب
وأضافت: إننا في الإدارة تعاوننا ووحدنا جهودنا مع الموجهين والاختصاصيين والمرشدين الاجتماعيين والنفسيين في المدرسة، ودخلنا كل الصفوف التي تغير فيها المدرسون وعرفناهم على المدرسين والمدرسات الجدد، وحاولنا خلق حالة حوار إيجابي ومرح فيما بينهم، وأنهم مدرسون جيدون أكفاء يشهد لهم وخاصة خلال الأسبوع الأول، حيث بدؤوا بالهدوء ومحاولة تقبل الموضوع ولكن طبعاً ما زال القلق والترقب مسيطراً عليهم، كنا نأمل أن يكون هذا القرار أثناء العطلة الصيفية وليس الآن.
التأثير النفسي والتربوي
الموجهون التربويون أكدوا أن قرار إعادة المعلمين المحدد لمركز عملهم أثر بشكل واضح وكبير من الناحية التربوية والنفسية والدراسية على أبنائنا الطلاب وصدوره في منتصف العام الدراسي أثر سلباً على العملية التعليمية وخاصة في المواد الأساسية كالعربي والرياضيات والفيزياء.
#صحيفة_الثورة