الثورة- فؤاد الوادي:
“سوريا بعد التحرير”، فيلم وثائقي بث على قناة الـ” إم بي سي “، يروي حكاية انتصار شعب ووطن انتصر على جلاده ونهض من تحت ركام الاستبداد والظلم والطغيان.
يبدأ مقدم الفيلم حديثه عن قاسيون، الجبل الذي يحبه السوريون، ويخافون منه في نفس الوقت، بعد أن حوله النظام المجرم إلى مربض وقاعدة لصواريخه ومدافعه لقصفهم وقتلهم وتدمير بيوتهم وأحيائهم ومدنهم.
ويصف مقدم البرنامج اللحظات التي أعقبت سقوط النظام بالقول: لقد أطل قاسيون صبيحة الأحد على دمشق باكيا، واستيقظ سكان دمشق على خبر سقوط الاسد وخرج الشعب المسجون من تحت الركام، وسقطت صور الرئيس التي كانت تملأ دمشق، وملأ الشعب الذي خرج من تحت الركام المدينة بصور المفقودين الذين بعثهم البعث للمجهول.
ويتابع: إن دمشق التي كانت حتى وقت قريب ما قبل سقوط النظام البائد تنطق اللغة الاعجمية، هاهي اليوم بعد سقوطه عادت لتنطق العربية، وهرب خاطفها الذي جلب لها المحتلين ليحافظ على كرسيه ويبشر أنصاره بالثبات، فلا حافظ ولا بشر.
ثم ينتقل البرنامج بعد ذلك للحديث عن مدينة خالد بن الوليد الذي تحتضنه حمص والتي هب أهلها ليبشروه بالتحرير، بعد ملأت مشاهد الدمار والقصف وصور المخطوفين أرجاء المدينة.
وفي جوبر التي حولها النظام إلى مدينة أشباح وهياكل إسمنتية، بعد أن قصفها بالبراميل المتفجرة والصواريخ والأسلحة الكيميائية، تتجول الكاميرات وحدها في المكان، سوى من بعض الاشخاص الذين قرروا العودة بالرغم من تحذيرات الحكومة لهم بسبب وجود الالغام والمتفجرات التي زرعتها وتركتها قوات النظام خلفها.
وروى أحد سكان المدينة كيف قصفتهم قوات النظام من جبل قاسيون بالصواريخ والمدافع وكيف كانت الدبابات تتجول في أحياء جوبر وتقصف حاراتها وتقتل المدنيين لأنهم طالبوا بالحرية.
واستطرد آخر بالحديث عن مجزرة الكيماوي التي ارتكبها النظام في العام 2013 عندما قصف جوبر وزملكا وعين ترما بالاسلحة الكيميائية حيث استشهد أكثر من 1500 مدني في ذلك الوقت بينهم أطفال ونساء ومسنون.
وأردف شخص آخر حديثه بالقول إن قوات النظام أعدمت وأحرقت عشرات المعتقلين من أبناء المدينة.
وبعد 13 عاما من مغادرتها منزلها، يوثق البرنامج اللحظات الأولى لعودة مسنة سورية إلى مدينة جوبر، حيث مشاهد الركام والأنقاض تملأ المكان ولا يعرف حي من حي ولا بيت من بيت، لكنها العجوز التي تغلبها دموعها فجأة، تتعرف على بيتها الذي لم يتبق منه سوى الدرج وجزء من الجدران وكثير من الذكريات التي اغتالها نظام الاسد.
وفي تلبيسة يوثق الفيلم مشاهد الفرح التي عمت المدينة بعد أن نفضت غبار الظلم عن كاهلها وبعد ان غادرها عناصر حزب الله، حيث بدأت المساعدات المقدمة من الشقيقة المملكة العربية السعودية تصل إلى سكانها، وهذا ما روته سيدة قتل النظام ولدها ووالدها وأبناء عمومتها، ولم يتبق لها إلا ابنها الذي خرج للتو من سجون النظام البائد.
![](https://thawra.sy/wp-content/uploads/2022/02/photo_٢٠٢٢-٠٢-٢٥_٢١-٥١-٢٣-150x150.jpg)