الثورة- ناصر منذر:
تحت عنوان “دبلوماسية السلام للرئيس رجب طيب أردوغان: نموذج سوريا”، أعد رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون، كتابا جديدا يغطي الخلفية التاريخية للعلاقات السورية التركية بشكل شامل، والأبعاد العسكرية والسياسية والدبلوماسية والإنسانية للصراع السوري منذ اليوم الأول حتى الوقت الحاضر.
وخلال ندوة بشأن الدور التركي المعزز للاستقرار في أمن سوريا، نظمتها دائرة الاتصال بالرئاسة في العاصمة أنقرة، أوضح الطون أن الكتاب ينقل للقارئ بشكل كامل موقف تركيا المؤيد للسلام وقوتها المعززة للاستقرار والمبادرات غير المسبوقة التي نفذتها.
وأكد الطون، وفق وكالة الأناضول، أن الأحداث الأخيرة أثبتت للعالم أجمع صواب موقف أنقرة بشأن سوريا، وقال:” أثبتت الأحداث للعالم أجمع أن تركيا على حق فيما يتعلق بسوريا، وكشف الظلم الذي شهدته سوريا خلال الأعوام الـ13 الماضية عن عجز وانتهازية مجموعات القوى العالمية”.
وأوضح أنه خلال هذه المرحلة، عملت العديد من الدول المتقدمة والجهات الفاعلة الدولية، بعيدا عن المساهمة في حل الأزمة في سوريا، على تعميق الأزمة من خلال الحروب بالوكالة، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه بدل تقديم المساعدات الإنسانية، والتخفيف من معاناة ملايين السوريين الذين نزحوا من ديارهم ومنازلهم وأوطانهم، لجؤوا إلى كل أنواع الأساليب غير الإنسانية لإغلاق أبوابهم في وجههم.
وأكد ألطون أن تركيا تحملت المسؤولية ومخاطر كبيرة خلال هذه الفترة، وقال: “بينما نكافح التنظيمات الإرهابية الدولية من ناحية، احتضنا ملايين الأشخاص، ومن خلال نهج سياستنا الخارجية الإنسانية، أصبحنا أكبر ممثل للضمير في سوريا منذ عام 2011”.
وقال: “وقفنا دائما إلى جانب إخواننا السوريين سواء من نستضيفهم أو الذين داخل بلادهم عبر مؤسساتنا مثل وكالة الطوارئ والكوارث آفاد، والهلال الأحمر، ووكالة التعاون والتنسيق تيكا”.
وشدد على أن تركيا بقيادة الرئيس أردوغان حشدت منذ عام 2011 كافة إمكاناتها وقدراتها الدبلوماسية لإنهاء المعاناة وإرساء الاستقرار والسلام في سوريا، مشيرا إلى أن التنظيمات الإرهابية أخطر مشكلة تهدد وحدة سوريا وتضامنها والسلام والاستقرار فيها.
وكشف الطون أن تنظيم واي بي جي/ بي كي كي الإرهابي نفذ، كبيدق بيد قوى أجنبية خلال فترة الصراع السوري العديد من الهجمات ضد المدنيين، وواصل عملياته الشنيعة داخل الحدود التركية أيضا، وقال:” سنستمر في كفاحنا بكل حزم حتى القضاء على وجود تلك التنظيمات الإرهابية الغادرة في سوريا ومنطقتنا”.
وكان الرئيس أحمد الشرع قد أشاد خلال مؤتمر صحفي مع نظيره التركي في أنقرة في إطار زيارة رسمية أجراها إلى تركيا بداية الشهر الجاري، بوقفة تركيا التاريخية مع الشعب السوري خلال سنوات الثورة، ودعاها إلى شراكة استراتيجية في مختلف المجالات، وقال: إن الشعب السوري “لن ينسى الوقفة التاريخية للدولة التركية معه خلال فترة الثورة.
ولفت الشرع حينها إلى أن “العلاقة بين سوريا وتركيا ممتدة عبر التاريخ والجغرافيا”، معتبرا أن “الثورة السورية والتفاعل التركي معها عزز هذه العلاقات”.
من جانبه دعا الرئيس أردوغان العالم العربي والإسلامي إلى دعم القيادة السورية الجديدة، وقال إن الشعب السوري لديه الآن الإرادة اللازمة لتقرير مستقبله.
#صحيفة_الثورة