الثورة – يامن الجاجة:
ألقت الحيرة بظلالها على تقييم مشاركة منتخبنا الوطني للشباب في النهائيات الآسيوية التي تستضيفها الصين لغاية الأول من شهر آذار المقبل، بين من رأى أن نتائج منتخبنا طبيعية ومتوقعة، وبين من اعتبر أنه كان بالإمكان أفضل مما كان، بعد أن خرج منتخبنا من منافسات الدور الأول في النهائيات.
– المجموعة الأصعب:
وجاءت الحيرة بسبب صعوبة المجموعة التي لعب ضمنها منتخبنا في النهائيات، وهي المجموعة الرابعة (الحديدية) التي ضمت أيضاً منتخبات كوريا الجنوبية واليابان وتايلند،حيث كانت المستويات العالية لفرق المجموعة سبباً في تبرير الخروج بخفي حنين.
– الوقت الضيق:
ولم يكن مستوى المنتخبات المنافسة سبباً وحيداً لتبرير نتائج المنتخب، ولكن ضيق الوقت المتاح لدى الكادر الفني بقيادة المدرب “محمد قويض” الذي وافق على تولي المهمة، رغم عدم وجود وقت كافٍ للتحضير، وعدم معرفته الكاملة بعناصر منتخب الشباب، باعتبار أن “أبو شاكر” مدرب متخصص بالعمل مع فرق الرجال على مستوى الأندية محلياً وعربياً، ولم يسبق له خوض تجربة مشابهة.
– نتائج وسيناريوهات:
وكان منتخبنا قد افتتح مشواره في النهائيات الآسيوية بخسارة صعبة أمام كوريا الجنوبية بهدفين لهدف، حيث تأخر شباب كرتنا بهدفين نتيجة الارتباك والخوف والأخطاء الدفاعية الساذجة، قبل تقليص الفارق بهدف لم يسمح لنا بخطف نقطة على أقل تقدير أمام المنتخب الكوري، وفي المباراة الثانية خرج منتخبنا بتعادل خاسر أمام نظيره الياباني بهدفين لهدفين، بعد أن حافظ شباب كرتنا على التقدم لغاية الدقيقة (٨٦) من عمر اللقاء، ليأتي التعادل بالنتيجة ذاتها أمام المنتخب التايلندي، كتأكيد على الخروج من الدور الأول، بعد أن فشل منتخبنا في الحفاظ على تقدمه بهدفين، وفي استثمار النقص العددي الذي لعب به المنافس لشوط كامل.
– بعيداً عن المنطق:
بالمقابل، وبينما كان هناك شريحة واسعة من المتقبّلين والمتفهمين لنتائج المنتخب، كان هناك أصوات لها وجهة نظر أخرى، حيث رأت أن مشكلة منتخبنا تكمن في العقلية التي يدير بها المدرب الوطني عموماً لمباريات فريقه أمام أي منافس، بدليل الخسارة بسبب الخوف والارتباك أمام كوريا، والعجز عن الحفاظ على الفوز أمام منتخب اليابان، وعدم استغلال النقص العددي الذي لعب به المنتخب التايلندي، وهو ما يعني حسب الأصوات المشار إليها، أن العلة في عقلية المدرب الوطني الذي يخشى الخسارة، ويركن غالباً إلى الحالة الدفاعية، دون استثمار قدرات وإمكانات لاعبيه بشكل مثالي.
– عناصر مميزة:
وبغض النظر عن تضارب الآراء بما قدمه الجهاز الفني لمنتخبنا الشاب، فإن الحقيقة التي لا يختلف عليها اثنان هي أن تشكيلة المنتخب تضم مجموعة كبيرة من المواهب والعناصر الواعدة بمختلف الخطوط، كما هو حال المدافع عبد الرحمن العرجة، ولاعب الوسط أحمد كالو، واللاعب آلاند عبدي، والجناحين أنس الدهان ومجد رمضان، بالإضافة للمهاجمين محمد مصطفى ويوشع كناج.
– الأهم:
وفقاً لما سبق، فمن الواضح أن منتخب الشباب أنجز الأهم، رغم فشله في التأهل إلى النهائيات الآسيوية، حيث أفرز عدة عناصر قادرة على تمثيل منتخباتنا الوطنية في الفترة المقبلة، كما هو حال المنتخب الأولمبي ومنتخب الرجال.
– التقييم الفني:
ولكن يبقى تقييم عمل الكادر الفني من اختصاص اتحاد اللعبة الشعبية الأولى، ولاسيما أن ظروف المشاركة لم تكن مثالية، في ظل معاناة المنتخب من ضيق فترة التحضير ووجود جهاز فني جديد قبل النهائيات بوقت قصير.
– القرار الأرجح:
هذا ومن المرجح أن تتجه النية لاستمرار منتخب الشباب بالتحضير و الاستعداد، ومشاركته عوضاً عن منتخب تحت (٢٣) عاماً، الذي تنتظره مشاركة في دورة غرب آسيا التي تستضيفها سلطنة عمان خلال شهر آذار المقبل.
– التغيير مطروح:
ولكن يبقى هناك احتمال بإسناد مهمة تدريب منتخبنا لاسم آخر خلفاً لمدربنا الوطني “محمد قويض” حيث يتداول الشارع الرياضي عدة أسماء، على رأسها الكابتن عماد خانكان الذي يعمل في الأردن منذ عدة سنوات.
