الثورة – ناصر منذر:
رفضاً لتصريحات رئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، شهدت عدة مناطق من محافظات الجنوب اليوم، مظاهرات شعبية حاشدة، جدد خلالها المشاركون التأكيد على التمسك بثوابتهم الوطنية، بولائهم المطلق لوطنهم، ووحدة ترابه، وهويتهم السورية الجامعة، واصفين تصريحات نتنياهو بالعدوانية، معتبرين إياها محاولات يائسة لضرب وحدة البلاد وتقسيمها بما يخدم أجنداته العدوانية التوسعية.
من السويداء ودرعا والقنيطرة، بعث السوريون ردهم الحاسم على تخريصات نتنياهو، بأن الجنوب سيبقى جسداً واحداً، وقلبه في دمشق، وأنه لا مساومة بالمطلق على وحدة سوريا أرضاً وشعباً، وأنهم في خندق واحد مع القيادة الجديدة، لإفشال مخططات الوصاية ومؤامرات التقسيم.
نتنياهو الذي وجه تهديدات لقوات هيئة تحرير الشام أو الجيش السوري الجديد وحذرهم من الوصول إلى المناطق الواقعة جنوبي دمشق، وطالب بإخلاء الجنوب من القوات العسكرية للقيادة الجديدة، وأبدى وصايته على أهلنا في السويداء، غاب عن باله بأنه سيواجه كل الشعب السوري، بحال إقدامه على أي حماقة عسكرية أو سياسية، تمس أمن السوريين ووحدتهم، فهم أصحاب سيادة، وأصحاب قوة وبأس، لا يتوانون للحظة عن تقديم أرواحهم في الدفاع عن كل ذرة تراب من وطنهم.
يعتقد نتنياهو، أن تهديده ووعيده، قد ينسي السوريين، جولانهم المحتل، مستغلاً الظروف الراهنة، التي تنشغل فيها القيادة الجديدة لإعادة ترتيب البيت السوري، بعد سقوط النظام البائد، وترميم ما خلفه من انقسامات طائفية، وخراب ودمار واسع، متناسياً أن حق سوريا باسترجاع كامل الجولان المحتل غير قابل للتصرف وغير خاضع للتقادم، وبأن سياسة التهديد والوعيد لن تجديه نفعاً، والسوريون لن يحيدوا عن نضالهم المشروع في استعادة الجولان من أنياب كيانه الغاصب، عاجلاً وليس آجلاً.
التدخل الإسرائيلي السافر في الشأن السوري الداخلي، لا يمكن فصله عن حالة الهيستيريا التي يعيشها كيان الاحتلال، بسبب تمكن القيادة السورية الجديدة، وبسرعة قياسية، من نسج علاقاتها الخارجية بما يلبي مصلحتها الوطنية العليا، حيث معظم دول العالم أبدت استعدادها لمد يد العون، ما أكسب هذه القيادة، الشرعية الدولية، وهو ما يثير الحقد لدى نتنياهو وأركان حكومته، وهو الساعي اليوم لتمرير مخططاته ومشاريعه الاحتلالية، وتكريس وجود كيانه اللا شرعي، ويجهد لمنع سوريا من استعادة عافيتها، لما تشكله من قوة رادعة بمواجهة مشاريعه التقسيمية في المنطقة.
البيان الذي أصدرته عشائر الجنوب اليوم، اختزل رد السوريين الحازم، على نتنياهو، بتأكيده على رفض أي شكل من أشكال التدخل الصهيوني في الشأن السوري، و تأكيد الولاء المطلق للدولة السورية الموحدة، ورفض أي دعوات للانفصال أو التقسيم، فجنوب سوريا كان وسيبقى جزءاً لا يتجزأ من الوطن، وأبناؤه متمسكون بالهوية السورية الجامعة.
كما أكد على رفض المشاريع الإقليمية المشبوهة التي تهدف إلى تفتيت سوريا تحت أي ذريعة كانت، وأن مستقبل سوريا يقرره أبناؤها وحدهم، داعياً في الوقت ذاته إلى التكاتف الوطني بين جميع مكونات الشعب السوري، من عرب وكرد ودروز وتركمان وغيرهم، لمواجهة المخططات التي تستهدف تمزيق النسيج الاجتماعي السوري.
وشدد أيضاً على السيادة السورية الكاملة على كافة أراضيها، بما في ذلك الجولان المحتل، واعتبار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية عملاً غير شرعي لن يغيره مرور الزمن.