العقيد عبد الغني: الاستفادة من دروس معركة التحرير لتشكيل جيش  منظم

الثورة- نور جوخدار :
أكد المتحدث باسم إدارة العمليات العقيد حسن عبد الغني في مقابلة له في بودكاست على شاشة تلفزيون سوريا رصدته صحيفة الثورة أن الاستراتيجية التي ميزت عملية ردع العدوان هي أنه في الحالة الأولى قررنا أنه لا بد من التفكير بصورة جديدة، دائما يوجد هناك تكتيك وتكتيك مضاد، ففي الحالة السابقة كان عملنا شبه كلاسيكي نرصد بعض الخطوط الدفاعية الأولى ونكرس كل الجهد على هذا الخط، في ذلك الوقت كشف النظام آلية العمل وهذا الزخم ولأي حد نستطيع أن نصل من خلال هذه الخطة.
وقال العقيد عبد الغني: إن النظام المجرم عمل على تشكيل بؤر حيث يركز المدفعية في الخلف ويقوم على تقوية الخطوط الدفاعية، فالجنود المتواجدون لديه في الخط الأول هم جنود ضعيفون نوعا ما، فعندما نبدأ نسيطر على الخط الأول تبدأ عملية التمهيد الكثيف للنظام البائد مما يسبب لدينا الكثير من الخسائر ونفقد زخم المعركة، وكان ذلك يحدث في أغلب المعارك، مشيرا إلى أنه باستخدامهم تلك العقلية لم يستطيعوا تطوير المعركة والاستفادة من هذا الزخم الموجود والجنود، فتحصل الكثير من الخسائر بسبب القصف المركز للنظام وضرب خطوط الإمداد.
وتابع العقيد عبد الغني أنه قررنا تحديث الخطة وابتكار أساليب جديدة تستطيع أن تقصم ظهر النظام بحركة ما وكسر القوة الرئيسية له ألا وهي الحرس الجمهوري والفرقة 25، حيث تم استخدام الطيران المسير “الشاهين” وتم استخدامه ليس بشكل عشوائي، وقمنا بعملية العصائب الحمراء وتم ضرب غرفة العمليات للفرقة ٣٠.
وأوضح أنه تم العمل بسرية تامة وتم إخفاؤه حتى عن أغلب القادة العسكريين، وتم التركيز على عدة مسائل، منها عملية التمويه عن طريق تسريب بعض المعلومات، وإشغال النظام بعدة محاور وأهمها محور الشيخ عقيل، كما تم التركيز لضرب قوة النظام، فتم تركيز المدفعية و”الشاهين” وبعض الضربات النوعية منها غرفة العمليات الرئيسية، فتم فقد الاتصال بين قادة النظام البائد وجنوده فدخلوا في حالة تخبط وعشوائية، فاخترقنا خطوط العدو بالعمق وبدأنا بالتوسع من الداخل، كما تم تحييد المدفعية التي كانت تقصفنا مما أجبر قوات النظام للهروب.
وقال العقيد عبد الغني: انه بإعلان صفر المعركة يبدأ العمل بالمحاور الفرعية والدخول بالمحور الرئيسي بعد خرقه والالتفاف على بقية المحاور بشكل موسع،  وكذلك عامل السرعة بالإضافة للمصفحات التي أكسبتنا مرونة وسرعة بمساعدة “الشاهين” لضرب المراكز الحيوية.
بعد عملية الاستطلاع بالقوة وجمع المعلومات الاستخباراتية التي كانت تصلنا بأن معنويات جنود النظام منهارة ومتردية، خاصة أن جيش النظام كان مبنيا على التجنيد الإلزامي الذي كان يعاني واقعا معيشيا سيئا بالإضافة لمعاملة الذل والإهانات بحق جنوده.
أما بالنسبة لجنودنا كانت الروح المعنوية لديهم عالية جداً، وذلك بعد أن قمنا بحالة تنظيمية حيث أدخلنا إلى نقاط الرباط التدفئة والإنارة الجيدة والكاميرات والاتصالات بشكل دائم بالقادة بغرف العمليات والجولات الميدانية والرقابة، فكانت العلاقة بين الجندي والقادة قائمة على الأخوية بامتياز من كل النواحي المعيشية، أما في الحالة العسكرية كانت مسيطرة بسبب تلك المعاملة.
وبين عبد الغني أنه تم تحديد ساعة الصفر قبل أسبوع من بدء المعركة، مع بقاء العمل على أسلوب المناورات وتحديد الأهداف الدقيقة وجمع المعلومات الاستخباراتية، ودراسة الواقع بشكل حقيقي وتخطيط حقيقي وإعداد حقيقي يعطي نتائج سليمة، وكان لدينا استقراء للأحداث، كما تهالك النظام بمرحلة من المراحل الذي كان يعتمد على ميليشيا حزب الله والمليشيات الإيرانية التي ضعفت، فاستثمرنا تلك الشقوق وأخذنا قرار المعركة.
وأكد العقيد عبد الغني أن موضوع الدخول إلى مدينة حلب هو ناتج على الكثير من الظروف المواتية واجتماع عدة عوامل واستغلال الظرف، فرسمنا عدة سيناريوهات وخرق وجهزنا قوة تقوم بالمطاردة والسيطرة منها تحريك انغماسيين والسيطرة على مراكز المدينة ومناطق حيوية وضرب نقاط معينة حتى نحقق هذا النصر لمناطق واسعة، بالإضافة لمعرفتنا بالطبيعة الجغرافية للمنطقة مما ساعدنا.
أما بالنسبة لتحرير مدينة حماة قال عبد الغني إن الواقع بحماة ليس واقعا مختلفا لكنه خط الدفاع الأساسي، فقد وصلنا بمرحلة من المراحل إلى الريف الشمالي لحماة واستطاع النظام البائد بتلك المرحلة بتأسيسه قديما، فبعد تحرير حلب توسعنا باتجاه البادية مما أكسب النظام بعض الوقت واستقدم بعض التعزيزات وحشدها على خط الدفاع عند محافظة حماة وليس الريف مثل جبل زين العابدين واللواء 87 ومدرسة المجنزرات وقرية قمحانة وجبل كفراع ،بالإضافة للطبيعة النهرية والجغرافية كان لها دور بإعطاء النظام بعض الوقت وكانت معارك شرسة ودامية.

وتابع العقيد عبد الغني أنه تم الدخول من ثلاثة محاور، المحور الشمالي والمحور الغربي والمحور الشرقي واتجهنا من البادية شرقا بعد قطع طريق حماة سلمية والدخول لـ حماة من جهة الشرق وغربا من اتجاه المطار من مدينة خطاب وصولا للمطار، حيث تم في اليوم التاسع من عملية ردع العدوان عصر يوم الخميس الخامس من كانون الأول 2024 تحرير مدينة حماة.
وقال العقيد عبد الغني أن الروح المعنوية سلاح الرعب وقوات النخبة ومسيرات الشاهين هو الذي سهل عملية التحرير، بالإضافة لعامل القوة لدينا وهو تدريب جنودنا على القتال الليلي.
أما بالنسبة لتحرير مدينة حمص قال عبد الغني إن التأخر في دخول حمص هو عملية عسكرية بامتياز وضراوة قتال حيث كان يوجد مقاومة من قوات المناطق الأولى والتي كان يعتمد عليها النظام أو من مليشيات الحزب.
وأشار إلى أنه تم التفوق على مدفعية العدو والطيران بسبب مسافة القرب والاتساع من قوات النظام البائد فأصبح الطيران مشتتا في قصفه.
مسألة الدخول لحمص والمقاومة في الطرف الشمالي ومحاولة النظام أن يصد تقدمنا خاصة عند جسر الرستن الذي قصفه باءت محاولاته بالفشل، وتقدمنا على عدة محاور مما أدى لسيطرتنا على المدينة.
وأكد العقيد عبد الغني أنه بدأ التنسيق والتحرك باتجاه دمشق مع الدخول لمدينة حمص وأخذ القرار منها، كما تمت الاستفادة من الواقع بشكل صحيح بدون عشوائية واندفاع سلبي، وبالإضافة لانهيار النظام البائد وحالة الفوضى والتشتت الذي شاهدناه وهروب جنوده على شكل أسراب وأفواج ورمي السلاح على الطرقات، كلها عوامل ساعدت بالدخول للمدينة، وكان هدفنا الأول الوصول لدمشق لضبط الأمن ومنع حدوث الفوضى الكبيرة، ودخلنا دمشق.
وشدد العقيد عبد الغني على أنه وبعد انتهاء العمليات العسكرية وتحرير البلاد من رجس النظام البائد لا بد من الاستفادة من الدروس لتنظيم وتشكيل جيش حقيقي منظم بعيداً عن العشوائية وبناء الجندي الحقيقي المثالي لخدمة البلد والشعب.
#صحيفة_الثورة

آخر الأخبار
التحول نحو الاقتصاد الحر.. خطوات حاسمة لدعم المصرف المركزي السوري فزعة الأشقاء.. الأردن يهبّ لمساندة سوريا في إخماد حرائق الساحل أول شحنة منتجات من المدينة الصناعية بحسياء إلى الولايات المتحدة الأميركية رئيس الجمهورية يتابع ميدانياً جهود الاستجابة لحرائق ريف اللاذقية  تشكيل مجموعة العمل المشتركة حول التقنيات المالية بين مصرف سوريا المركزي ووزارة الاتصالات 138 خريجاً من مدرسة التمريض والقبالة في حلب يؤدّون القسم تحفيز إبداع فناني حمص مبادرة وطنية لحفظ وتثمين التراث السوري الهيئة الوطنية للمفقودين تطلق المرحلة الأولى من عملها هوية دمشق القديمة.. حجر اللبون بين سوء تنفيذ.. وترميم غير مدروس بحث تطوير مطار حلب وخطوات جديدة نحو الإقلاع الاقتصادي حركة نشطة عبر معبر السلامة.. أكثر من 60 ألف مسافر في حزيران وعودة متزايدة للسوريين بين المصالح والضغوط.. هل تحافظ الصين على حيادها في الحرب الروسية-الأوكرانية؟. صحة حمص تطور خبرات أطباء الفم والأسنان المقيمين تخفيض أجور نقل الركاب على باصات النقل الحكومي بالقنيطرة أطباء "سامز" يقدمون خدماتهم في مستشفى درعا الوطني استجابة لشكاوى المواطنين.. تعرفة جديدة لنقل الركاب في درعا كيف تخلق حضورك الحقيقي وفعلك الأعمق..؟ حرائق الغابات تلتهم آلاف الهكتارات.. وفرق الإطفاء تخوض معركة شرسة للسيطرة على النيران سوريا وقطر تبحثان توسيع مجالات التعاون المشترك