الثورة – هفاف ميهوب:
مثلما يبدعُ الأديب على الورق، ويجذبنا لقراءةِ ما يجسّد من تفاصيل علاقاتنا وأحاسيسنا ومعاناتنا، يبدعُ الفنان على الرخام أو الخشبِ أو النحاس أو البرونز، ويجذبنا لقراءةِ أنفسنا ولكن بالنظر، وفي كلّ الحالات التي لا نعجبُ بطريقةِ تجسيدها فقط، بل ولأنها تعكس حكايات حياتنا وحقيقة وجوهنا وإنسانيّتنا.
كُثرٌ من الفنانين السوريين فعلوا ذلك. منهم من ألهمته البيئةُ المحيطة وجمال طبيعتها، ومنهم من استمدّ من الحالات الإنسانية والاجتماعية، ما استمدّه الفنّان النحّات “رامي وقاف” لإنجازِ أعمالٍ، أكثر ما ميّزه في إبداعها، استخدامه للبرونز الذي جسّد به حالات مجتمعة، وبرّر استخدامه لهذا المعدن بقوله:
“رغم أنّ العديد من الأشخاص يعتبرونَ هذا المعدن قاسياً، إلا أنه برأيي معدن ثمينٌ وجميل ونادر، وهو حنونٌ وطريٌّ، يتشكّل بالحرارة التي تعطيه الألوان الانسيابيّة المحبّبة والمطلوبة..”.
لقد برع “وقاف” في تجسيدِ منحوتاتٍ برونزية، تفرّد في جعلها مميّزة وغير تقليديّة، منحوتاتٌ أغلبها لآلاتٍ موسيقية وعازفين وراقصين وطموحين ومتمرّدين. لعصافيرٍ تحلّق بحثاً عن مداها وحرّيتها، وللأنثى الحالمة وفي يدها ياسمينة سوريّتها، للإنسانِ عموماً، في بحثه عن الأمل والحلم والورد والضوء حتى في ظلّهِ، وفي تسلّقه الحياة، بتحدٍّ لا حدود لمغامراتهِ وفضائه وطموحه.
رامي وقاف فنانٌ درس الفنّ التشكيلي دراسة خاصة، وحصل على إجازة في الأدب العربي جامعة دمشق، وحصل على الجائزة الأولى لتصميمِ أفضل درع لمهرجان دمشق للثقافة والتراث، وله مشاركات في العديدِ من المعارض، داخل سوريا وخارجها، أعماله مقتناة في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي ألمانيا ولبنان ومصر، ومعروضة في صالاتٍ خاصة.
#صحيفة_الثورة