أروقة محلية
بضعة أيام تفصلنا عن شهر رمضان بخصوصيته التي تعود بنا إلى تواريخ إنجازات وفتوحات لازمت أيامه المباركة.
ففي رمضان أُنزل القرآن هدى للناس وبيّنات من الهدى والفرقان، وهذا الاقتران بالنصر من تاريخ أمتنا، يؤكد أن إرادة الإمساك عن الطعام والشراب، وارتكاب الآثام، هي بوابة الصبر على الشدائد، وأن تصحيح صلتنا مع الله هو الطريق نحو الانعتاق من قيود كل جبروت، والعزيمة لمجابهة كل أشكال الفساد.
فعندما ندرك أن لا منجى ولا ملجأ إلا إليه، ولا نصر إلا منه، لا نهاب سواه، ولا نرجو سواه، فتتحرر الإرادة الواعية وصولاً لأسمى معاني الحرية، لهذا تتجلى خصوصيته هذا العام بروحانيته في تبديد ما خيم على النفوس من ظلام عقود ماضية، وتجديد العزيمة على الإصلاح والبناء ما بعد نشوة الحرية، وليهب نفوسنا السكينة بعد القلق، والأمان بعد الخوف، والتسامح تعاليًا على الأحقاد، وبذلك ننتصر في المعركة التي يكيدون لها مراهنين على إضعاف تعاضدنا، وهي معركة مصيرية كلنا جنود فيها دفاعًا عن نسيج الوطن ووحدته.
#صحيفة_الثورة