تواصل الأبواق المأجورة النعيق والصراخ وبث السموم والشائعات الكاذبة، في امتداد لمحاولاتها البائسة واليائسة لخلق الفتن وإثارة الخلافات والنعرات الطائفية بين أبناء الشعب السوري الواحد.
وبرغم سذاجة وسطحية طموحات تلك الفئة الضالة التي لا تزال تراهن وتعيش على أنقاض أحلامها البائدة، التي تبددت وذهبت مع نظامها البائد الذي نكل وقتل ونهب الشعب السوري لنحو خمسة عقود ونيف، إلا أن الحذر من تلك الآفات، بات ضرورة وطنية بامتياز، لاسيما في ظل المرحلة الانتقالية التي نعيشها، والتي أحوج ما نكون فيها إلى التلاحم والتآخي والتكاتف، حتى نعبر جميعاً إلى شط الأمان، لأننا في الحقيقة كسوريين نحن في مركب واحد، فلا يمكن نجاة أحد على حساب أحد، وهذه حقيقة يصرُّ البعض على تجاهلها حتى اللحظة، خصوصاً أولئك الذين أصيبت مصالحهم الشخصية في مقتل، إثر سقوط النظام المجرم.
آخر تلك الشائعات ما تداولته بعض المنصات الرخيصة عن أن هناك تعبئة واستنفاراً في محافظة اللاذقية، وأن وزارة الدفاع تقوم بتجنيد الشباب وسوقهم إلى الخدمة الإلزامية، وبالإضافة إلى كون هذا الخبر عارياً عن الصحة تماماً، إلا أنه يصعب تصديقه مطلقاً لأن الدولة السورية وعلى لسان السيد الرئيس أحمد الشرع أكدت مراراً أن الجيش السوري هو جيش تطوعي بامتياز.
مع كل إنجاز جديد للدولة السورية، لابد أن تظهر منصات وصفحات مأجورة جديدة ولابد أن يرتفع صوت الأبواق التي ليس لرجعها صدى، وهذا ما يضاعف مسؤوليتنا بالتقصي عن الحقيقة والتدقيق والبحث عن مصداقية المعلومة، وعدم نشر أو تصديق أي إشاعة أو أي خبر أو معلومة إلا بعد التأكد من حقيقتها ومصداقيتها، وهذا لا يكون إلا بأخذها من المصادر والصفحات الرسمية لمؤسسات الدولة، وهذا جزء من واجبنا الوطني كما أسلفنا، لأنه يساهم بطريقة أو بأخرى بتحصين ومناعة الوطن وحمايته من كل الدسائس والسموم التي تحاول النفاذ إلى جسده بشتى السبل والوسائل.

التالي