الثورة – ناصر منذر:
منذ سقوط النظام المخلوع، قبل نحو ثلاثة أشهر، يكاد لا يمر يوم إلا ويتم العثور فيه على مقبرة جماعية جديدة تحوي مئات الجثث لمعتقلين ومدنيين أبرياء، ذنبهم أنهم طالبوا بالحرية والعيش الكريم، لتكون تلك المقابر شاهد إثبات إضافيا على جرائم النظام البائد بحق شعبه، على مدى العقود الماضية.
على مسافة قريبة من العاصمة دمشق، تم اكتشاف مقبرة جماعية جديدة تعود لبدايات الثورة عام 2011، كشفها لتلفزيون سوريا، سائق الشاحنة التي نقلت جثامين المعتقلين إلى تلك المقبرة، فيقول إنه كان ينقل بواسطة الشاحنة مئات جثث الضحايا من المعتقلين إلى هذه المقبرة، بشكل أسبوعي، ويرافقها ضابط من النظام المخلوع برتبة عقيد، يشرف على عملية إيصال تلك الجثث إلى المقبرة لحين الانتهاء من دفن جثث الضحايا.
مكان المقبرة، والذي يضم مساحة واسعة من الأرض، شوهد فيه الكثير من الحفر، شملت نحو تسعة مقابر جماعية، وبحسب سائق الشاحنة، كان يتم دفن جثث الضحايا على طبقات، إذ بعد وصول الشاحنة إلى محاذاة المقبرة، يقوم عناصر من مكتب دفن الموتى بإنزال الجثث من الشاحنة، ودفنها في أرض الحفرة، ثم تقوم آلية “التريكس” الضخمة بطمر التراب فوق الجثث، وبعدها يتم دن دفعة ثانية من جثث الضحايا فوق هذا التراب، وهكذا حتى يتم إغلاق المقبرة، وبداخلها عدة طبقات من جثث الضحايا من المعتقلين.
وبحسب تقديرات سائق الشاحنة، فإن أعداد جثث المعتقلين كانت تصل أحيانا إلى الآلاف، وكان يتم حفر أخدود في الأرض بعرض نحو 10 أمتار، وعمق 5 أمتار، ويطمر داخل هذا الأخدود مئات الجثث بشكل أسبوعي، مشيرا إلى أنه بعد عام 2013 بدأ النظام المخلوع بتغيير هذه المقابر إلى مقبرة نجها أو القطيفة.
#صحيفة_الثورة