بريطانيا تجرم استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لاستغلال الأطفال جنسياً

الثورة – المهندس بسام مهدي:

أعلنت بريطانيا في أول شباط/فبراير 2025 أنها ستُجرم مستخدمي أدوات الذكاء الاصطناعي الذين ينشؤون صوراً ومواد تنطوي على اعتداءات جنسية على الأطفال، وذلك من خلال قوانين جديدة تمنع استخدامه كسلاح خطير في أيدي المجرمين،لتصبح بريطانيا أول دولة في العالم تتخذ هذه الخطوات الرائدة في مكافحة الاستغلال الجنسي للأطفال، في العصر الرقمي، حيث تجعل من استخدام الذكاء الاصطناعي في هذا السياق جريمة، من خلال حيازة أو التقاط أو صنع أو عرض أو توزيع صور فاضحة للأطفال، وأيضا من خلال امتلاك الأدوات والبرمجيات المستخدمة في إنتاجها، لإضفاء مظهر عار على صور حقيقية لأطفال، حيث تعد هذه الأعمال جريمة جنائية في إنكلترا وويلز، بعقوبة سجن تصل إلى خمس سنوات.
إن التقارير عن مثل هذه الصور الفاضحة، وفقاً لمؤسسة إنترنت ووتش قدتزايدت بنحو خمسة أضعاف في عام 2024، وإن المجرمين في هذا المجال يزدادون حرفية، بسبب تطور التكنولوجيا، وهو ما يصعب على الشرطة ملاحقتهم، وإلقاء القبض عليهم، ثم تجريمهم، وفقاً للقوانين المتبعة.
إجراءات الحكومة البريطانية
وقالت وزيرة الداخلية البريطانية إيفيت كوبر: إن التهديدات عبر الإنترنت والإبتزاز، والتأثير المؤلم على الأطفال والشباب، والأشياء التي يُطلب منهم القيام بها من خلال قنوات البث المباشر، أيضاً كل هذا يُلحق ضرراً عميقاً بأطفالنا وشبابنا، وتُستخدم التكنولوجيا الجديدة لاستغلالهم، وعلينا أن نبذل المزيد من الجهود للحفاظ على سلامتهم.
وأضافت: “نعلم أن أنشطة الحيوانات المفترسة على الإنترنت تؤدي غالباً إلى ارتكابهم لأفظع الانتهاكات”، وتابعت كوبر: “من الضروري أن نتعامل مع الاعتداء الجنسي على الأطفال، داخل الإنترنت وخارجها، بشكل أفضل من الجرائم الجديدة والناشئة”.
وأفادت الحكومة البريطانية أن المتحرشين يستخدمون أيضا أدوات الذكاء الاصطناعي، لإخفاء هويتهم وابتزاز الأطفال بصور مزيفة،لإجبارهم على المزيد من الانتهاكات، مثل عرض الصور في بث مباشر.
ويُجرم أيضاً أولئك الذين يديرون مواقع إلكترونية،تنشر محتوى اعتداء جنسي على الأطفال، وستسمح الحكومة البريطانية، أيضا للسلطات بفتح الأجهزة الرقمية لتفتيش المشتبه بهمعند نقاط العبور، وحظر استخدام منشورات إرشادية للاستخدام غير الأخلاقي للتكنولوجيا، وتجريم إدارة أو تشغيل مثل هذه المواقع، أو تشغيل المواقع الإلكترونية للترويج للمحتوى غير القانوني، وسيتم إدراج هذه الإجراءات في مشروع قانون الجريمة والشرطة عندما يطرح على البرلمان.
الذكاء الاصطناعي لمكافحة هذه الانتهاكات
تُعَدّ الانتهاكات الجنسية للأطفال عبر الإنترنت من القضايا الخطيرة التي تتطلب استجابة فعّالة، حيث يُسهم الذكاء الاصطناعي في تعزيز جهود مكافحة هذه الانتهاكات، من خلال عدة طرق: أولاً، الكشف التلقائي عن المحتوى المسيء، من خلال استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي أدوات متقدمة لتحليل المحتوى الرقمي، مما يساعد في التعرف على المواد المسيئة للأطفال بسرعة ودقة، حيث تعمل Google على تطوير تقنيات للكشف التلقائي عن مواد الاعتداء الجنسي على الأطفال عبر الإنترنت، حيث تُرسل تقارير إلى المركز الوطني للأطفال المفقودين والمستغلين  National Center for Missing & Exploited Children  (NCMEC) عند اكتشاف مثل هذه المواد.
ثانياً، تحليل البيانات الضخمة، من خلال إمكانية الذكاء الاصطناعي من معالجة كميات ضخمة من البيانات من مختلف المصادر، مما يساعد في تحديد الأنماط والاتجاهات المرتبطة بالاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت، ويعمل مركز Google Safety Engineering Center  في دبلن على التعامل مع المحتوى المحظور، وغير القانوني لتعزيز المسؤولية المجتمعية، وسلامة الأفراد على الإنترنت.
ثالثاً، التعاون بين المنظمات، حيثتتعاون شركات التكنولوجيا الكبرى، مثلGoogle وFacebook  وMicrosoft، في مبادرات مشتركة لمكافحة الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت، على سبيل المثال، لقد انضمت Facebook إلى تحالف لمكافحة الاعتداء الجنسي على الأطفال عبر الإنترنت، حيث يسعى المشروع إلى منع واستئصال هذه المواد من الأنترنت.
رابعاً، تطوير أدوات مبتكرة، حيثتسعى المنظمات إلى تطوير أدوات تكنولوجية مبتكرة لمكافحة الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت،تهدف إلى تحسين سلامة الأطفال عبر الإنترنت من خلال توفير أدوات مفتوحة المصدر للكشف عن المواد المسيئة للأطفال.
على الرغم من التقدم المحرز، إلا أن هناك تحديات مستمرة، مثل استخدام المجرمين لتقنيات الذكاء الاصطناعي لإنشاء محتوى مسيء للأطفال، واحتمال إقبال متحرشين بالأطفال على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتوليد صور عارية للأطفال بهدف ابتزازهم.

لذلك، من الضروري استمرار التعاون بين الحكومات، والمنظمات غير الحكومية، وشركات التكنولوجيا، والمجتمع المدني لتطوير استراتيجيات فعّالة، لمكافحة الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت، مع الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي في هذا المجال.

 

آخر الأخبار
تقرير مدلس.. سوريا تنفي اعتزامها تسليم مقاتلين "إيغور" إلى الصين محافظ السويداء يؤكد أنه لا صحة للشائعات المثيرة لقلق الأهالي  بدورته التاسعة عشرة.. سوريا تشارك في معرض دبي للطيران أحداث الساحل والسويداء أمام القضاء.. المحاكمات العلنية ترسم ملامح العدالة السورية الجديدة وزمن القمع... الاقتصاد في مواجهة "اختبار حقيقي" سوريا وقطر.. شراكة جديدة في مكافحة الفساد وبناء مؤسسات الدولة الرقابة كمدخل للتنمية.. كيف تستفيد دم... إعادة دراسة تعرفة النقل.. فرصة لتخفيف الأعباء أم مجرد وعود؟ منشآت صناعية "تحت الضغط" بعد ارتفاع التكاليف وفد روسي ضخم في دمشق.. قراءة في التحول الاستراتيجي للعلاقات السورية–الروسية وزير الخارجية الشيباني: سوريا لن تكون مصدر تهديد للصين زيارة الشرع إلى المركزي.. تطوير القطاع المصرفي ركيزة للنمو المؤتمر الدولي للعلاج الفيزيائي "نُحرّك الحياة من جديد" بحمص مناقشة أول رسالة ماجستير بكلية الطب البشري بعد التحرير خطة إصلاحية في "تربية درعا" بمشاركة سوريا.. ورشة إقليمية لتعزيز تقدير المخاطر الزلزالية في الجزائر    السعودية تسلّم سوريا أوّل شحنة من المنحة النفطية تحول دبلوماسي كبير.. كيف غيّرت سوريا موقعها بعد عام من التحرير؟ سوريا تشارك في القاهرة بمناقشات عربية لتطوير آليات مكافحة الجرائم الإلكترونية جمعية أمراض الهضم: نقص التجهيزات يعوق تحسين الخدمة الطبية هيئة التخطيط وصندوق السكان.. نحو منظومة بيانات متكاملة