الثورة – ناصر منذر:
مشاركة السيد الرئيس أحمد الشرع في القمة العربية غير العادية حول تطورات القضية الفلسطينية في القاهرة، جاءت بعد تلقيه دعوة رسمية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وهذه الدعوة الرسمية تعتبر خطوة كبيرة على مسار استعادة سوريا لحضورها العربي والدولي، بعد سقوط النظام المخلوع، وتجسد أيضاً مكانة سوريا لدى الأشقاء العرب.
وحفلت زيارة الرئيس الشرع إلى القاهرة بالعديد من النشاطات السياسية، تمثلت بالعديد من اللقاءات على هامش القمة، مع رؤساء ومسؤولين عرب، والأمين العام للأمم المتحدة، إضافة إلى رئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا.
حيث التقى الرئيس الشرع بنظيره المصري عبد الفتاح السيسي الذي استقبله في مقر انعقاد القمة، وهو أول لقاء رسمي بين الجانبين، وسبق للرئيس المصري أن هنأ الشرع بمناسبة توليه منصب الرئاسة، متمنيا له النجاح في تحقيق تطلعات الشعب السوري.
كما التقى الرئيس الشرع ووزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال أسعد الشيباني برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والوفد المرافق له .
وجرى خلال اللقاء، بحث آخر مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، وفق ما ذكرته وكالة فا الفلسطينية، التي أشارت أيضا إلى أن الرئيس عباس أكد خلال اللقاء على أن قطاع غزة جزء أصيل لا يتجزأ من أرض دولة فلسطين، والتي هي صاحبة الولاية السياسية والقانونية عليه كباقي الأرض الفلسطينية، مضيفاً أنه تم وضع الخطط اللازمة للمباشرة بتقديم الخدمات الأساسية لعودة أبناء شعبنا إلى أماكن سكناهم، تمهيدا لإعادة الإعمار بمساهمة الأشقاء والأصدقاء في العالم.
كذلك التقى الرئيس الشرع بالرئيس اللبناني جوزاف عون، والعلاقات الثنائية بين البلدين، والتطورات الراهنة في المنطقة، كانت محل نقاش، فيما التقى الوزير الشيباني بنظيره اللبناني يوسف رجّي، حيث تناول الوزيران عدة قضايا وأهمها قضية المعتقلين السوريين في سجن رومية بلبنان.
وكان الرئيس الشرع قد أكد خلال مقابلة في البودكاست السياسي البريطاني أليستر كامبل في العاشر من الشهر الماضي، أن أهل غزة تحملوا العذاب والقتل والدمار خلال سنة ونصف السنة ولم يقبلوا الخروج من أرضهم، واستنكر خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتهجير أهل غزة، مؤكداً أنها لن تنجح.
وقال: الدرس الفلسطيني خلال 80 سنة من الصراع هو التمسك بالأرض، مؤكداً أن إخراج الناس من أرضهم جريمة كبيرة لا يمكن أن تحدث، ولن تنجح.
وعلى هامش القمة أيضاً، التقى الرئيس الشرع والوزير الشيباني أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة.
وسبق لـ غوتيريش أن أكد في عدة تصريحات سابقة، أنه بات في سوريا بصيص أمل، بعد الإطاحة ببشار الأسد، وإنه يمكن اليوم للشعب السوري اغتنام هذه الفرصة التاريخية لبناء مستقبل مستقر وسلمي، بعد 14 عاما من الحرب الوحشية وسقوط النظام الديكتاتوري.
وقال أيضاً: “سنحتاج إلى دعم المجتمع الدولي لضمان أن يكون أي انتقال سياسي شاملاً ويلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري بكل تنوعه، ويجب استعادة سيادة سوريا ووحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها.
واستنكر غوتيريش أيضاً الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، وقال: “الضربات الجوية الإسرائيلية الواسعة النطاق تتواصل، وهي انتهاك لسيادة سوريا ووحدة أراضيها، ولا بد أن تتوقف”.
كما اجتمع الرئيس الشرع والوزير الشيباني برئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا.
وكان الاتحاد الأوروبي قد أعلن في الرابع والعشرين من الشهر الماضي تعليق بعض من العقوبات المفروضة على سوريا والتي تطول قطاعات اقتصادية رئيسية، في قطاعي النقل والطاقة، بما في ذلك النفط والغاز والكهرباء، كما قرر المجلس “رفع 5 جهات هي المصرف الصناعي، ومصرف التسليف الشعبي، ومصرف الادخار، والمصرف الزراعي التعاوني، ومؤسسة الطيران العربية السورية، من قائمة الجهات الخاضعة لتجميد الأموال والموارد الاقتصادية”.
كذلك التقى الرئيس الشرع والوزير الشيباني مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد محمد العليمي على هامش القمة العربية غير العادية “قمة فلسطين”.
