الثورة – رولا عيسى:
لسنوات عديدة وبسبب الحالة المعيشية الصعبة، لم يستطع السوريون أن يصنعوا المونة الغذائية السنوية، وحرموا من مأكولات اعتادوا على شرائها بكميات وفيرة في الصيف، ومن ثم تخزينها لفصل الشتاء أو للمناسبات.
حيرة أمام التكاليف
هذا العام أيضاً غابت المونة عن فصل الشتاء وتأثرت بذلك مائدة السوريين، وخاصة أن توقيت الشهر الفضيل هذا العام جاء في فصل الشتاء، ما جعل أغلب الأسر في حيرة، لاسيما وأن المونة كانت تخفف تكاليفهم نتيجة ارتفاع أسعار الخضار غير الموسمية خلال الشتاء.
تقول السيدة تماثل الحاج إنها تعمل على إعداد أطباق رمضان قبل شهر من قدومه، وتحاول أن تشتري كل ما يلزمها من مستلزمات كاللحوم والتوابل والمخللات والخضار القابلة للتخزين.
غلاء المستلزمات
وتضيف: ثمة محدودية في خيارات مائدة رمضان نتيجة غلاء مستلزمات صناعة المأكولات الرمضانية، وعدم القدرة على توفيرها من خلال شرائها في مواسمها، حيث كانت الأسعار مرتفعة بشكل كبير الصيف الفائت، إضافة إلى أن التقنين الكهربائي الكبير يمنع أغلب الأسر من تموين مختلف المأكولات.
سفرة محدودة
وتتابع: باتت تقتصر سفرة رمضان على أنواع محددة من الشوربات والسلطات والمعجنات وطبق رئيسي ليس بالضرورة أن يحوي على اللحوم أو العناصر الضرورية، نتيجة ضعف القدرة الشرائية على الرغم من انخفاض أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء إلى النصف، لكن في غياب الراتب وضعفه لم نعد قادرين على أن نصنع سفرة غنية بالمأكولات.
وجبات توفيرية
أما هبة عبد الله تضع جدولاً لوجبات رمضانية على الثلاجة تتضمن مقترحات مختلفة لأطباق رئيسية وجانبية، فهناك عدد لا نهائي من الوصفات متوفرة على الإنترنت برأيها ويمكن الإستعانة بها عند تحضير جدول الوصفات وبعضها توفيري.
من جانبها تقول الخبيرة التنموية ميرنا السفكون: لاشك أن الشهر الفضيل يأتي في ظروف استثنائية تمر على البلاد، من سقوط للنظام البائد إلى التوافق على حكومة انتقالية، كل ذلك يرخي بظلاله على تحسن معيشة السوريين، ولعل أمنياتهم كانت أكبر لكن ضعف قدرتهم الشرائية والمعيشية وتوقف الرواتب حال دون تنويع سفرتهم الرمضانية.
تبادل الأطباق
لكنها تعتبر في ذات الوقت أن ثمة عادات مازالت موجودة لدى السوريين وإن قلت بسبب الحالة المعيشية، وهي تبادل الأطباق الرمضانية (سكبة رمضان)، مما يخفف على الأسر من العناء.
الدور الأهلي
وتتطرق الخبيرة التنموية إلى دور الجمعيات الأهلية وأصحاب الفعاليات في هذا الشهر من خلال تقديم السلل الرمضانية والمعونات، ومن الضروري تفعيل الدور الأهلي والحكومي لتحقيق التكافل الاجتماعي في هذا الشهر بشكل أكبر.
بعد كل ذلك مازال السوريون متفائلين بأن الاستقرار الاقتصادي قادم، وأن الحاجة ضرورية لتكاتف مختلف الجهات الحكومية والخاصة والأهلي
#صحيفة_الثورة