الثورة- ترجمة هبه علي:
بينما تمر سوريا بفترة من التحول الاقتصادي والاجتماعي، يظل شبابها عازمون على ملاحقة أحلامهم على الرغم من مواجهة عقبات هائلة. وعلى خلفية عدم الاستقرار السياسي والاقتصاد المتعثر، يتقدم الشباب السوري إلى الأمام، حريصين على شق طريق مستدام لمستقبلهم، وتسلط أصواتهم الضوء على الحاجة الملحة إلى الإصلاحات في التعليم والتوظيف وتنمية المهارات.
في مناقشة مفتوحة استضافتها منظمة العمل الدولية في جمعية سند للشباب في دمشق، شارك الشباب المشاركون بصراحة تجاربهم وتطلعاتهم، مع الاعتراف بالحقائق الصارخة لسوق العمل في البلاد، وتسلط قصصهم الضوء على الفجوات النظامية ولكنها تقدم أيضاً حلولا مبتكرة لتمكين الشباب في البلاد.
تظل البطالة واحدة من أكبر العوائق في البلاد، وخاصة بالنسبة للنساء، ويكافح العديد من الشباب السوريين لسنوات قبل تأمين عمل مستقر.
وتقول ريم أمين طالبة الاقتصاد: إنها تشعر بالإحباط: “حاولت بناء مهاراتي من خلال الدورات التدريبية عبر الإنترنت، لكن العقوبات والوصول المحدود إلى الإنترنت جعل الأمر صعباً، وحتى عندما نجد وظائف، فإن الأجور بالكاد تغطي احتياجاتنا الأساسية، ناهيك عن التعليم الإضافي”.
وتواجه النساء أيضاً في كثير من الأحيان التمييز في الأجور، وتقول راما، خريجة الأدب العربي: “تبرر بعض الشركات دفع أجور أعلى للرجال لأنها تفترض أن الرجال يتحملون مسؤوليات أكبر، أو أنهم قادرون على العمل لساعات أطول، أو أنهم يتعاملون مع وظائف تتطلب مجهوداً بدنياً كبيراً، وهذا يتناقض مع قوانين العمل التي تهدف إلى ضمان المساواة في الأجر عن العمل المتساوي”.
ويعتقد العديد من الشباب السوريين أن التدريب على المهارات والدعم الريادي هما المفتاح للتغلب على هذه العقبات.
ويؤكد أحمد شندن، مستشار الإدارة، على أهمية الاستشراف: “نحن بحاجة إلى التنبؤ بالصناعات التي سيكون الطلب عليها مرتفعاً خلال العام المقبل والبدء في تدريب الشباب الآن “، فقد توفر ريادة الأعمال طريقا بديلا للبعض.
وتعمل منظمة العمل الدولية بالتعاون مع الحكومة السورية والنقابات العمالية، على دعم الباحثين عن عمل من الشباب من خلال مبادرات رئيسية لخلق فرص عمل لائقة وذلك بتعزيز استثمارات القطاع الخاص لتوليد وظائف مستقرة وجيدة الأجر تلبي المعايير الدولية، كما تعمل على تعزيز تنمية المهارات من خلال إطلاق ورش عمل تدريبية مستهدفة في الصناعات ذات الطلب المرتفع، فضلاً عن دعم تحديث المناهج التعليمية لتعكس احتياجات سوق العمل الحالية وتشجيع المبادرات الريادية، كما تدعو منظمة العمل الدولية إلى ضمان المساواة في الأجور من خلال إنفاذ القوانين التي تضمن التعويض العادل لجميع الموظفين، بغض النظر عن الجنس.
خلال المناقشة التي جرت في جمعية سند للشباب، أكد المشاركون أنه في حين تستمر التحديات، فإن الجهود التعاونية من جانب الشباب والسلطات الحكومية وممثلي أصحاب العمل والعمال والمنظمات الدولية يمكن أن تساهم في مستقبل أكثر استقرارا لشباب البلاد، يمكن للقوى العاملة الشابة في سوريا الاستفادة من فرص عمل أفضل من خلال تعزيز تنمية المهارات ودعم ريادة الأعمال وتعزيز إصلاحات السياسات.
المصدر _ Relief Web
