الثورة – جهاد اصطيف وحسن العجيلي:
لا يقتصر دور أسواق حلب القديمة على الجانب الاقتصادي، بل هي جوهرة ثقافية وسياحية بكل ما تحمله من إرث تاريخي يعكس حضارة وعراقة مدينة حلب.
أسواق حلب القديمة بعد تعرضها لتخريب ممنهج أيام النظام البائد، بدأت تعود ملامح الحياة لها بهمة أبنائها ممن يمتلكون الإرادة والتصميم لإعادة شريان الحياة إليها، سواء بإعادة افتتاح المحال التجارية بعد ترميمها وإصلاحها.
ومن خلال سوق رمضان الخير الذي أقامته غرفة تجارة حلب في سوق المهن اليدوية “خان الشونة” أمام قلعة حلب شهدت الأسواق القديمة عودة لألقها، ورونقها المعتاد من خلال آلاف الزوار الذين يرتادون السوق للتبضع والاستمتاع بجمال الأسواق والقلعة.
إعادة الألق للأسواق
وخلال زيارته للسوق، أوضح رئيس غرفة سياحة المنطقة الشمالية المهندس طلال خضير أن المعرض يعيد الألق لسوق المهن اليدوية “خان الشونة” وخاصة أنه يقع أمام قلعة حلب، ويسهم في تسويق المنتجات السورية من المنتج إلى المستهلك.
وبين أن جميع هذه الفعاليات تسهم في إعادة الأسواق لتأخذ دورها الاقتصادي والسياحي، مضيفاً وقريباً نعيد الألق لهذا السوق بالتنسيق مع المديرية العامة للآثار والمتاحف ليكون قبلة للسياح كسابق عهده، وتجمعاً للحرفيين وشيوخ الكار الذي تتميز بهم محافظتي حلب وإدلب.
جزء من الذاكرة الجمالية
العديد من زوار المهرجان، وجدوا فيه فرصة هامة لزيارة الأسواق القديمة وقلعة حلب وخاصة في فترة بعد الإفطار.
وفي حديثه لـ”الثورة” قال الحاج محمد عبد السلام: المهرجان أعاد الحياة للأسواق عندما نأتي للتبضع والتمتع بجمال الأسواق والجلوس أمام قلعة حلب، فالزيارة لا تقتصر على التسوق بل هي رحلة تاريخية نستعيد بها أمجاد حلب القديمة.
المعلمة نجلاء المحمد، ترى أن التجول في أسواق حلب القديمة طقس جميل، اعتاده أبناؤها في شهر رمضان والأعياد، وأن المهرجانات ومعارض التسوق المقامة حالياً ساهمت بإعادة الحياة لهذه الأسواق كجزء هام من الذاكرة التاريخية والجمالية لأبناء حلب وزوارها.
الحرفيون: الأسواق القديمة مخزن تراثنا
الحرفي عمر رواس الذي ورث مهنة رتي السجاد عن والده، قال: كلما تحيط بي السجادات، أشعر وكأنني عدت عقوداً إلى الوراء، وكأن المكان الذي أعمل فيه يستعيد روحه.
وبعدما خسر محله والكثير من زبائنه خلال سنوات الحرب، يقول رواس: إن الوضع بدأ يتحسن تباعاً بعد التحرير، ويأتي المغتربون والمهجرون ويفتحون منازلهم، ليجدوا أن العث قد أصاب سجاداتهم، فيقدمون على إصلاحها، خصوصاً أن بعضها قد يكون ذكرى وبعضها له قيمته.
يضيف رواس: تعذبنا كثيراً خلال السنوات الماضية، لكن الآن استعدنا الروح، وسنعيد إعمار المدينة بأيدينا وستعود بهمة أهلها وحرفييها وتجارها وصناعييها أفضل مما كانت.
مجد بغدادي- شركة بيت الغار المعروفة بصناعة الصابون التي ورثوها أباً عن جد منذ مئة عام، رأى أن مشاركتهم بالسوق مهمة، خاصة وأن صابون الغار الحلبي معروف عالمياً.
وقال: نصدر منتجاتنا بجودة وبسعر منافس عبر وكلاء خارج سوريا، وحالياً فتحت العديد من الأسواق بعد التحرير.
وأشار إلى ضعف التسويق المحلي لضعف القدرة الشرائية، إلا أن منتج صابون الغار يبقى مطلوباً على الدوام، لأن الصابون مرجعنا والخان خاننا والسوق سوقنا، وهذه هي حلب وما تعنيه بالنسبة لأهلها والزائرين بمختلف مشاربهم.
تصوير- صهيب عمراية
#صحيفة_الثورة