الممارسة تعني (الحركة)، لكن هل يعني تكرار الممارسة اقترابها من معنى الرتابة (بما تشتمل عليه من سلبية) أو من معنى “اليومي” القريب.. والمحبّب.. الذي يبدو مألوفاً وغير مألوف في الوقت ذاته..؟
في إقبالنا على الحياة، تتمثّل الرغبة بقبول تفاصيلنا اليومية التي تكتنز إمكانية تحوّل وتغيّر، أي حصول شيء مفاجئ.. ديناميكي.. متبدل. وضمن كل ذلك يفترض أن نحصل على “المعنى” الفارق في تفاصيل غير ملحوظة أحياناً.. والمطوي في انسيابية الاعتياد على تلك التفاصيل. لطالما نلمح في أفعالنا (اليومية).. بما فيها من تكرار وبما تحتويه من ممارسة باتت محفوظة بالنسبة لنا عن “ظهر قلب”، شيئاً من طمأنينة لاحتوائها في عمق ثناياها على (حبّ) و(شغف) يُعيد إلينا القدرة على اكتشاف ذواتنا في صدد تلك الأفعال والحركات والممارسات اليومية. علينا فقط أن نتأمل ذواتنا في مرآة “اليومي”.. وكيف نطبع شيئاً من بصمتنا الخاصة في حميمية تلك اليوميات.. وكيف تعاد لنا وكأنها تقرؤنا. الأفعال/ الأشياء من حولنا تقرؤنا.. وربما تحفظنا.. تماماً كما نحفظها ونقرؤها.. وضمن تلك الاستعادية/ ديناميكية (الأخذ والعطاء) بيننا وبينها علينا أن نلتقط جذر (المختلف/المغاير).. ودهشة اكتشافه. فكلّ ما هو جوهري غالباً ما يُحاط، بالكثير من اليومي.. المألوف.. والاعتيادي.
#صحيفة_الثورة