بالأمس كنا نفتقد الحرية، لكننا لا نخشى اليوم أن نفتقد المحبة، ولا نخشى أن نفتقد بالغد الإنسانية، كما قالها الشاعر محمود درويش يوماً، فالألم الذي لحق بأبنائنا في الساحل السوري اعتصر قلوبنا جميعاً، لأننا نُدرك بالفطرة، ومن خلال تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف أننا جسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
وما حدث خلال الأيام الماضية كان مخاضاً حقيقياً لثورة الحرية، نتج عنه وجهان مختلفا الملامح والأصداء، ما بين اقتلاع جذور فلول تُنازع سكرات موتها، ولو على حساب دم الأبرياء من المدنيين العزل، وقبلها الغدر بقوات الأمن العام، وما بين الانعتاق أخيراً من عنق زجاجة التفرقة والتقسيم واحتكار ثروات الوطن الطبيعية التي عانى السوريون طويلاً من تبعاتها فقراً وبرداً وظلمة وضيق حال.
وفي كلا المخاضين تجلّت إرادة الشعب المتعطش لحياة آمنة كريمة، تضمد الجراح النازفة، فكان الوعي الشعبي حصناً وطنياً ضد كل محاولات التشويه والتأجيج والتفرقة، يتطلع بروح الأمل إلى سوريا موحدة مزدهرة آمنة.
#صحيفة_الثورة