الثورة – لينا إسماعيل:
عن الآداب والواجبات وحقوق الأخوة الإيمانية، ألقى الشيخ وائل أبو مصطفى الجولاني خطبة الجمعة أمس، وسط حشد من المصلين في جامع أبي ذر الغفاري بجديدة عرطوز، بدأها بقول الله جلّ جلاله: “إنما المؤمنون إخوة”، مضيفاً أنه عندما هاجر النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة آخا بين المهاجرين والأنصار، بين حمزة القرشي وصهيب الرومي، وبلال الحبشي وسلمان الفارسي، ورفعوا جميعاً شعاراً واحداً ألا وهو الأخوة الإيمانية.
وأردف قائلاً : أبي الإسلام لا أبَ لي سواه، إذا افتخروا بقيس أو تميم.
وقال الله عز وجلّ : ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًاً﴾.
كما قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أوَلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ قلنا: بلى يا رسول الله. قال : أفشوا السلام بينكم.”
وأوضح الشيخ أبو مصطفى أن للأخوة الإيمانية حقوقاً، أولها الحب في الله والبغض في الله، فقد قال صلى الله عليه وسلم: “من أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله.”
وقال: “من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان.”
واستأنف خطبته بقوله: غداً سيُنادى يوم القيامة في ذلك اليوم العظيم، أين المتحابون بجلالي، اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي.
فالمرء يحشر يوم القيامة مع من يحب، وبالتالي يجب أن تكون قلوبنا اليوم مع هؤلاء الأبطال الذين وضعوا أرواحهم على أكفهم لحفظ الأمن والأمان وأن ندعو لهم أن يحفظهم ويحميهم الله بعين رعايته.
وأضاف: سُئِل أحد العارفين من أشرّ الناس؟ فقال: من باع دينه بدنياه، قالوا: وهل هناك أشر منه؟ قال: نعم من باع دينه بدنيا غيره.
لقد رأينا أناساً كانوا يصعدون المنابر، ويفتون بإراقة الدماء والقتل في داريا، وفي القابون، في الغوطة الشرقية والغربية، في بابا عمرو، وفي درعا، وفي ريف دمشق، وحلب، لقد أرادوا في قولهم (قادمون يا إدلب) وأراد الله القوي العزيز المهيمن (قادمون يا دمشق) وقد كان. اذهبوا إلى معرة النعمان أو جبل الزاوية وشاهدوا حجم الدمار.. اذهبوا إلى أهلكم في الخيام واسمعوا المآسي، زوروا دير شرقي القريبة من معرة النعمان، وفيها قبر الخليفة الراشدي الخامس عمر بن عبد العزيز، لقد هدموها فوق رؤوس سكانها وأحرقوا القبر.
وتابع الحديث عن حقوق الأخوة الإيمانية متمثلة في الدفاع عن أخيك، فلا تطعن فيه ولا تغدر، والحق الثالث هو التناصح، فالدين نصيحة، قال الله تعالى عز وجل: {ٱذهَبَآ إِلَىٰ فِرعَونَ إِنَّهُۥ طَغَىٰ (43) فَقُولَا لَهُۥ قَولا لَّيِّنا لَّعَلَّهُۥ يَتَذَكَّرُ أَو يَخشَىٰ}، فباب النصح يحتاج إلى رفق.
قال سيدنا قتادة: سبحانك ربي ما أحلمك إذا كان هذا حلمك بمن قال أنا ربكم الأعلى، فكيف سيكون بمن سجد وقال سبحان ربي الأعلى، وبالتالي يجب أن نقدم النصيحة لبعضنا، ولقادتنا ولمن ولاهم الله أمرنا.
أما الحق الرابع فهو النُصُر .. فقد قال صلى الله عليه وسلم: انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً. قالوا يا رسول الله ننصره مظلوماً فكيف ننصره ظالماً: قال بأن تمنعه عن الظلم فذلك هو النُصُر.
معركة التمكين والبناء
وختم الشيخ وائل أبو مصطفى الجولاني بقوله: إن الثورة المباركة التي قدمنا من أجلها مليون شهيد، مستعدون أن نقدم مليوناً آخر للحفاظ على سوريا حرة أبية موحدة، وواجب كل سوري- إن لم يكن له شرف المشاركة في معركة التحرير، أن يكون له شرف خوض معركة التمكين والبناء، فسوريا بحاجة للخطباء الأحرار الذين يصعدون المنابر، وإلى الأطباء الأتقياء الأنقياء، والمهندسين الشرفاء، والمجندين المقاتلين الأخيار، بحاجة لكل أبنائها في معركة البناء والنهوض.