الثورة – سرحان الموعي:
بدأ موسم الهجرة إلى الغرب، حيث الكلأ والماء والبحث عن المراعي، فالقحط قد حلّ وطغى وانعدمت المناظر الخضراء وحلّ محلها الغبار. هذا هو واقع البادية السورية وواقع الثروة الحيوانية والمربين ببادية سلمية، أكبر تجمع للمربين ورؤوس الثروة الحيوانية، وتحتضن أكثر من ٩٠٠ ألف رأس غنم، ويزداد هذا الواقع سوءاً يوماً بعد يوم، في ظلّ غياب المقنن العلفي عن مستودعات مراكز الأعلاف، ومعاناة المربين في تأمين علف حيواني بسبب التكاليف المالية الباهظة وتحكم التجار، وغياب أماكن للرعي بسبب جفاف الأراضي وانحباس الأمطار وعدم وجود مراعي، كل ذلك يهدد بانقراض الثروة الحيوانية.
أكبر واحة رعوية.. أرض جرداء
وخلال جولة ميدانية لـ”الثورة” بريف ناحية السعن ووادي العزيب ببادية منطقة سلمية الوادي الذي كان أكبر واحة رعوية، والآن أرض جرداء، التقينا خلالها عدداً من مربي الثروة الحيوانية، تحدثوا عن معاناتهم من غياب المقنن العلفي بمستودعات الأعلاف، وعدم وجود مراعي بسبب الجفاف، وارتفاع سعر العلف الذي يتحكم به التجار، ولا يكفي لعدة أيام فقط، وعليهم بيع عدد من رؤوس الغنم بأسعار منخفضة، لإطعام بقية القطيع، من هنا يلجأ معظم المربين للرحيل من المنطقة بحثاً عن المرعى.
عدد من المربين طالبوا الحكومة بضرورة إيجاد حلّ إسعافي وسريع من خلال تأمين مقنن علفي عن طريق مستودعات الأعلاف بكميات كافية وبسعر مخفض، حرصاً على مصلحة الوطن والمربين، وحفاظاً على الثروة الحيوانية.
“الحبوب” تبيع النخالة لوسطاء بأسعار مخفضة
مدير مستودع أعلاف السعن حاتم الصلبي، وصف الواقع بالمرير للمربين والثروة الحيوانية قائلاً: إن التجمع الأكبر للثروة الحيوانية وعدد المربين يتركز بناحية السعن، ومنذ الشهر الثاني لم يفتتح دورة علفية.. والمربون يطالبوننا بذلك خاصة مادة النخالة في ظلّ معاناتهم الشديدة بسبب تدهور وتراجع الغطاء النباتي وغياب المراعي، وتسعى مؤسسة الأعلاف جاهدة لتأمين العلف الحيواني بكل الطرق وحفاظاً على الثروة الحيوانية.
الصلبي، أوضح أن مؤسسة الأعلاف كانت تستجر مادة النخالة من المطاحن، لكن الحصول عليها الآن بات صعباً بسبب قيام مؤسسة الحبوب ببيع النخالة للتجار عبر إجراء مناقصات بأسعار مخفضة قبل عرضها وبيعها بالأسواق بأسعار مرتفعة ولا قدرة للمربين على شراء الكميات اللازمة.
هذا واقع البادية والمربين، وإذا بقي الحال هكذا فإن الثروة الحيوانية مهددة بالانقراض، ومن الضرورة أن يكون هناك إجراء سريع وإسعافي من الجهات المعنية، حفاظاً على الثروة الحيوانية.
تصوير- حسان نعوس