الثورة – ناصر منذر
أكد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال أسعد الشيباني، أن مؤتمر بروكسل التاسع للمانحين يمثل فرصة حقيقية لتعزيز الجهود الدولية للتخفيف من معاناة الشعب السوري، ويعكس واجباً أخلاقياً تجاه المحنة في سوريا.
وشدد الوزير الشيباني في كلمته أمام المؤتمر الذي عقد في العاصمة البلجيكية بروكسل اليوم، على ضرورة رفع العقوبات المفروضة على سوريا، مشيراً إلى أن استمرار تلك العقوبات يعني أن الشعب السوري هو المعاقب، ولابد من رفعها لأنها تمنع نهضة سوريا، لافتا إلى أن عملية إعادة إعمار سوريا ليست مسؤولية وطنية فقط، بل مسؤولية المجتمع الدولي برمته.
وقال الشيباني، وفق ما ذكرت “سانا”، إن رفع العقوبات الاقتصادية عن بلدنا ضرورة إنسانية وأخلاقية وليس مجرد مطلب سياسي، مجدداً التزام الحكومة السورية بالعمل مع الشركاء في العمل الإنساني لوصول المساعدات إلى مستحقيها، داعياً جميع الدول المانحة إلى المساهمة الفعالة في جهود إعادة الإعمار في سوريا ودعم مشاريع التنمية المستدامة.
وأكد أن عودة النازحين إلى بلدهم تتطلب جهداً دولياً ومساهمة في تنشيط الاقتصاد السوري، وقال: سنعمل مع جميع الشركاء لإيصال المساعدات وعودة اللاجئين، لافتا إلى أن سوريا منفتحة على الحوار والتعاون في كل ما يخدم مصلحة شعبها ويعيد دورها على الصعيد الدولي، مشدداً في الوقت ذاته على أن استقرار سوريا سينعكس إيجابيا على المنطقة والعالم. وقال: نراهن على مساندة المجتمع الدولي من أجل عودة السلام والاستقرار لسوريا.
واستعرص الوزير الشيباني التحديات التي تواجه سوريا بعد التغييرات السياسية الهامة التي شهدتها البلاد، وقال في هذا الصدد: إن مؤتمر المانحين اليوم فيه تمثيل سوري حقيقي وقد شهد بلدنا تحولات سياسية حقيقية، موضحاً أن الشعب السوري احتفل بالخلاص من نظام الأسد لكن المعاناة ما تزال مستمرة بسبب هذا النظام.
وأضاف: النظام البائد استغل ورقة الأقليات وأساء استخدامها، ولن نسمح باستخدام هذه الورقة مرة أخرى، فنحن نؤمن بالمواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات لجميع المواطنين، مؤكدا أن السوريين لن يتسامحوا مع أي مساس بسيادة سوريا ووحدتها، وأن الحكومة تعمل على تعزيز المصالحة والحوار الوطني وحماية حقوق جميع مواطنيها.
وأكد أن الشعب السوري موحد وملتف حول إدارتهم الجديدة لتحقيق النجاح، مشيراً إلى أنهم بدأوا في التخلص من إرث النظام السابق، وتجاوز الانقسامات الطائفية والإثنية التي كانت تؤثر على البلاد.
وأوضح الشيباني بأن هناك تهديدات لأمن سوريا من النظام البائد والميليشيات على الحدود وكذلك التوغلات الإسرائيلية. مشيراً إلى أن “إسرائيل تنتهك اتفاقية 1974 وتتوغل داخل أراضينا، ما يشكل خطراً على سيادتنا وسلامة شعبنا”.
كما أكد الشيباني على أن سوريا تسعى لإنفاذ الاتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية، وتهدف إلى منع أي تهديد لدول الجوار، مشدداً في الوقت ذاته على أن الشعب السوري متحمس لإعادة الحياة بشكل كبير، وأن الخطوات نحو نهضة سوريا يجب أن تتماشى مع تطلعات الشعب السوري، الذي لا يزال يعاني في المخيمات. وأكد أن الحكومة السورية الجديدة تظل الضامن الوحيد للسلام في البلاد.
وثمن الوزير الشيباني الخطوات الإيجابية التي اتخذها الاتحاد الأوروبي بما في ذلك تعليق بعض العقوبات، رغم أن هذه الإجراءات لم تصل إلى مستوى طموحات الشعب السوري.
#صحيفة_الثورة
