بين لغة الحرف والبيان تبحث مفردات العربية عن مساحة وافية من المعاني والصور، لعلها تفي ببعض ما يستحقه صانعو الأجيال، ففي عيدهم.. عيد المعلم، الذي نحتفل به مع الأسرة التربوية في العشرين من الشهر الحالي، تزهو القوافي بحبرها وتسمو المناسبة على عتبات العطاء الذي لا ينضب، فمن يعلم الحرف ويعزز القيم وينهض ببناء المجتمع من خلال رفد الأجيال المتعاقبة والمتخصصة بعلومها وإمكانياتها وطاقاتها المبدعة، له المكانة الرفيعة والدرجة الكبيرة في عين وضمير المجتمع.
لعل الظروف التي عاشها معلمو الوطن على امتداد الجغرافية السورية، لم يكونوا أوفر حظاً من أقرانهم من باقي فئات الشعب، إذ عاشوا الظروف القاسية وويلات الحرب بكل تفاصيلها، من قتل وتدمير وجوع وقهر وتشريد وتهجير، ورغم ذلك واصلوا رسالتهم الأخلاقية والإنسانية بما توفر لهم من فسحة أمان وعطاء.
فالأمان الاجتماعي هو صمام النفوس المتعبة والتي ترنو إلى السلام والسكينة والطمأنينة وراحة البال.
لعله من المفيد اليوم في ظل إدارة التغيير الجديدة، متمثلة بوزارة التربية، أن تلحظ هواجس هذه الشريحة من خلال استقرارها نفسياً ومادياً، وبما يناسب الواقع التعليمي على الأرض.