الثورة – مها دياب:
من عمق الذاكرة، تبرز أمي كشخصية عظيمة أثرت في حياتنا بشكل لا يُنسى، كنت أراها أمامي بصورة امرأة مليئة بالتفاني والتعب والحب، تعمل بكل طاقتها من أجل رعايتنا والاهتمام بنا، تعلمتُ منها أن الأم هي القلب النابض المحافظ على استقرار الأسرة وتماسكها.
وكما كانت نساء الريف في بلدنا، كانت أمي تقف جنباً إلى جنب مع أبي، وتدير جزءاً كبيراً من العمل في الأرض، بدءاً من زراعة الأشجار وسقايتها، وتسميدها، إلى جني المحصول الوفير من ثمار التفاح، لم تكن فقط تعمل بيديها، بل كانت تشارك برؤيتها وخبرتها لتحسين الإنتاج وزيادة الخير الذي يعود على الأسرة.. لقد كان وجودها بجانبه يمنحه القوة والإصرار لمواجهة تحديات العمل الزراعي.
وفي المنزل، كانت أمي مسؤولة عن رعاية عائلتنا الكبيرة المؤلفة من ١٠ أفراد بالإضافة لأبي وأمي، لقد كانت الدعامة التي استندنا عليها جميعاً، تبذل جهداً لا يُصدق لتوفير بيئة مليئة بالحب والقيم لعائلتنا الكبيرة، علمتنا أن نكون فريقاً واحداً، وأن نحترم وندعم بعضنا.
وحتى مع مسؤولياتها الكبيرة والكثيرة، كانت تخلق توازناً مذهلاً بين العمل في الحقل وتربيتنا، مما جعلنا نقتدي بها في حياتنا بالعطاء والتفاني عند بناء أسرنا الصغيرة وتربية أبنائنا.
لقد كانت ومازالت الأساس الذي يقوم عليه استقرار عائلتنا، بعملها الشاق ومحبتها لنا أعطتنا حياة مليئة بالقوة والأمل، وأكدت فينا أن الأسرة هي عالمنا الخاص والآمن، يجب أن نستثمر فيها ونعطيها كل ما لدينا.
سأبقى دائماً وأبداً ممتنة لها ولتضحياتها ولعطائها الذي جعلني أماً رائعة ومحبة لعائلتي الصغيرة.