الثورة – وعد ديب:
يعد مسرح خيال الظل أحد أرقى أنواع الفنون المسرحية، إذ يمثل فناً متكاملاً له القدرة على تقديم الخيال أو الظل بصورة رائعة، إضافة إلى ذلك أنه فن شرقي أصيل.. وخيال الظل مصطلح عربي خالص.في إطار ذلك الباحثة في التراث الدكتورة نجلاء الخضراء قالت لصحيفة الثورة: لاقى مسرح الدمى أو مسرح خيال الظل ازدهاراً وانتشاراً لا مثيل له، وارتبط بالعادات والتقاليد الاجتماعية والمناسبات الدينية، وناقش الواقع والموضوعات الاجتماعية، فكان مسرحاً ساخراً فكاهياً استطاع أن يتحدث بلغة الشعوب وأن يعبّرعن معاناتهم ومتطلباتهم و يكون قريباً من وجدانهم.
ولفتت إلى أن مسرح خيال الظل ملتقى اجتماعي للتسلية والترفيه والراحة بعد ساعات العمل الطويلة وفي ليالي رمضان، وكان أسلوباً لتعلم التاريخ العربي عن طريق الحكايات والقصص التاريخية وتعلم الدين والأخلاق والسلوكيات وللتنفيس وتخفيف الضغوط النفسية.
وأشارت الخضراء- وكمثال، إلى المميزات الترفيهية والاجتماعية والنقدية التي حملها مسرح كراكوزوعواظ والفكر الذي نشأ من أجلها والأهداف التي حققها والتي هي مطلوبة في أي مجتمع مهما ارتفعت مستويات الحداثة والتطورفيه، واعتماده على التكنولوجيا والعالم الرقمي.فمسرح خيال الظل- والكلام للدكتورة الخضراء- عالم محسوس يلامس الطبيعة البشرية ويحاكي الفطرة الإنسانية ولهذه الميزة فهو يترك أثراً كبيراً في روح المتلقي ومشاعره، خاصة أن عمل هذا المسرح على محاكاة المشكلات المجتمعية بأسلوب الحداثة المتطور.
متابعة
ويعد مسرح الظل مسرحاً تربوياً يستطيع أن ينقل القصص والحكايات الشعبية والتاريخية والانتصارات العربية وتخليد أسماء الأنبياء والصالحين والقادة والأبطال والشخصيات التي أثرت بتاريخنا بأسلوب شيّق ومثيرومحبب، فتكون تلك الشخصيات مثلاً يحتذى به بالنسبة للأجيال اليوم بما يحمله من قيم وأخلاق عربية أصيلة كالصدق والشجاعة والإيثاروالإقدام، يحتاج إليها المجتمع اليوم للنهوض، وبناء مستقبل حر وقوي يقارع باقي المجتمعات، لا يقتصرعلى القصص.وبرأي الباحثة الخضراء، لا يقتصر عمل المسرح على نقل القصص والتاريخ القديم، إذ يمكن استخدامه في المجالات التعليمية والمناهج المدرسية لأنه يستطيع نقل الفكرة بأسلوب بسيط وسلس يرسخ في الذاكرة بعيداً عن الملل والمواد الجافة.