«لستُ من ثلّة النبيّينَ حتّى يبلغ الصدقُ في الفؤادِ مداهُ
بيد أنّي قصدتُّ من قد دَعَوْهُ.. نحنُ شتّى وأنتَ أنتَ الله» فأدعوك ربّي في أيام فضيلةٍ بعيد الفطر المبارك أن يعمّ السّلام على سوريا ويعود السنونو إلى سماءٍ لحروب فيها، وأن تضع بهجة العيد بردها على قلوب المكلومين المتجمّرة حزناً وشوقاً لتنعم بالطمأنينة والرضا.
ونحن اليوم نحتفي هذا العام بعيد فطرٍ لطالما حلم السوريون به، عيد يجمعهم بتنوع أطيافهم من مشرق سوريا إلى مغربها وشمالها وجنوبها يعلو صوتهم كما يرضون، يعيشون طقوسهم الدينيّة كما يحلو لهم، يتضرّعون يهلّلون يكبّرون، يقولون وأخيراً هلّت بشائر العيد بعد أعوام من العزلة والركود والخذلان.
في وقتٍ لم أستطع أن أعبُر البؤس الذي نعيش فيه وأتغاضى عن قلوب الثكالى في ساحلنا السوريّ الذي أدمت قلوبهم جرائم الميليشيات، وفلول النظام البائد، التي ستقع بيد العدالة والقانون عاجلاً أم آجلاً، جرائم قد أسدل فيها الحداد ستارته على عيونهم وقلوبهم التي ترمّدت ألماً.
ولا يمكنني يا الله وأنا أتصفّح نشرة الأخبار أن أتجاوز مشهد أساور العيد في معصم طفلةٍ متخشّبة في فلسطين، ومشهد آخر لأطفال إخوة بتروا الأطراف ثم غطّت عيونهم التراب.
ارأف يا الله بقلوب من بقيوا متجذّرين في أرضهم، لا يكلّون ولايملّون وقد حجزوا فيها قبورهم، وآخرون يرمقون الحريّة من خلف القضبان ويرجون وجهك يا الله، نحن المذنبون الذين عاهدوك بالرجاء أن تجعل لنا من لدنك سلطاناً نصيراً قولاً وفعلاً دعاءً ورجاء أن لا تدع لنا كسراً إلا جبرته ولا شملاً إلا جمعته ولا دعوة إلا قضيّتها ولا دمعة على خد مكلوم إلا مسحتها يا من يليق بعظمة وجهك الدعاء والرجاء والبقاء.
