الثورة- منهل إبراهيم:
فيما لايزال الضغط الدولي ضئيلاً على الاحتلال الإسرائيلي، فإن ذلك يمنح جيش الاحتلال مجالاً أكبر للمناورة، لكنه أيضاً أكثر خطورة من النواحي جميعها، وفيما يزعم جيش الاحتلال أنّ أهداف العدوان المُتجدّد في غزة بأنها ضغط عسكري لإعادة حماس إلى طاولة المفاوضات، يتحدث وزير الحرب عما أسماه الاستيلاء على الأراضي دون حد زمني، مما أثار مزيداً من القلق في أوساط عائلات الأسرى، فيما يستمر عدد المدنيين الفلسطينيين الشهداء في الارتفاع.
وفي ظلِّ قلق دوليّ خجول والتحذير من هول الكارثة الإنسانية في قطاع غزة يستمر سلاح الجو الإسرائيلي بشن غارات جوية مكثفة استهدفت مناطق متفرقة في وسط وجنوب القطاع المنكوب وسط مساعٍٍٍ عربية ودولية لكبح جماح آلة الحرب الإسرائيلية ووقف التصعيد الإسرائيلي الذي يخطط لتجزئة الضفة كما يفعل في غزة.
موقع “زمان إسرائيل”، كشف أنّ “الرقابة العسكرية حظرت نشر طبيعة ومكان توسع عمليات الجيش الإسرائيلي في غزة، فيما يسمع مستوطنو الجنوب والوسط بوضوح أصداء الانفجارات المستمرة على القطاع، كما امتنع المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي عن الخوض في التفاصيل، وقال: إن أمن قواتنا هو السبب وراء هذا الصمت، فيما أصدر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مقطع فيديو، أعلن فيه الاستيلاء على محور موراج، والسيطرة على مدينة رفح.
وأضاف الموقع في تقرير أنه “من المشكوك فيه إلى حدّ كبير ما إذا كان إعلان نتنياهو تم تنسيقه مع المتحدث باسم الجيش أو الرقابة العسكرية، رغم حرص الجيش على استخدام مصطلح الغموض، وأكد رئيس الأركان إيال زمير ذلك خلال وصوله برفقة رئيس الشاباك رونين بار إلى حي تل السلطان في رفح، لكن يبدو أن هذه الرسالة توقفت في طريقها لمكتب رئيس الوزراء”.
وأشار موقع “زمان إسرائيل” إلى أنّ “استيلاء الجيش على محور موراج، فيما كان يعرف سابقاً بجنوب مستوطنة غوش قطيف، من شأنه أن يخلق فعلياً جيباً معزولاً حول رفح، بهدف تطويق لواء رفح التابع لحماس، وقد يكون اختيار هذه المنطقة بعد التأكد من عدم وجود أي أسرى فيها، فيما أكد مسؤولو الجيش الإسرائيلي أن جميع أنشطته الحالية تجري بالتنسيق الكامل مع مسؤول ملف الأسرى، نيتسان ألون، وجهاز الشاباك، والجهات ذات الصلة في مديرية الاستخبارات”.
وأوضح أنّ “هذا الخطاب لا يطمئن أهالي الأسرى إطلاقاً، خاصة بعد الشهادات التي وردت خلال الأسابيع الأخيرة من المفرج عنهم، ويبقى السؤال عن الهدف العسكري من العملية، فيما يعلن الجيش رسمياً أن الهدف هو إعادة حماس إلى طاولة المفاوضات من خلال الضغط العسكري”.
وأشار الموقع الإسرائيلي إلى أن وزير الحرب يسرائيل كاتس اختار أن يُعرّف الأمور بشكل مختلف بعض الشيء، مُتحدّثاً عن الاستيلاء على الأراضي، زاعماً أنّ هدف العملية الاستيلاء على مساحات واسعة سيتم إضافتها للمناطق الأمنية العازلة لحماية الجيش والمستوطنات، في إشارة واضحة للاستيلاء على الأراضي لأجل غير مسمى، مع أن هذا لم يتم ذكره في إحاطات الجيش في وقت لاحق”.
وأوضح أنّ قطاع غزة يعمل فيه اليوم ثلاث فرق عسكرية، ويبدو أن الاحتلال يسعى للاستفادة من الدعم الذي يقدمه الرئيس دونالد ترامب، والذهاب لأبعد مدى ممكن بالضغط على حماس، دون أن يحثه أحد على استئناف إمدادات الغذاء المتقطعة، مما يكشف عن الدليل الأقوى على الضوء الأمريكي، وفي هذه الأثناء، يبلّغ الفلسطينيون عن سقوط العديد من الضحايا المدنيين في الهجمات الأخيرة، فيما لا يزال الضغط الدولي خجولاً، مما يمنح الاحتلال مجالاً أكبر للمناورة، لكنه أيضاً أكثر خطورة”.
وأكد موقع “زمان إسرائيل” أنّ “إسرائيل تدخل حالياً مرحلة معروفة لها مسبقاً في العدوان في غزة، وتراهن مرة أخرى على الضغط العسكري الثقيل لإبعاد حماس عن مواقفها، وفي المرة الأخيرة التي حدث فيها هذا، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، استغرق الأمر أكثر من عام لتنفيذ صفقة تبادل أخرى، وحتى ذلك الحين، تم فرضها على رئيس الوزراء من قبل المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، مما يطرح السؤال عما سيكون مختلفاً هذه المرة، لكن الأكيد أننا أمام سلوك خطير بالنسبة للأسرى”.