الثورة – همسة زغيب:
أتقنت الحرفية ناديا كرم فن “الأوريغامي”، وهو فن ياباني يعتمد على طيّ الورق بشكل متقن ودقيق، وتحويله لأشكال مختلفة ثلاثية الأبعاد وأشكال مسطحة ومثلثات، مثل: الزهور والحيوانات والأشجار والأشكال الهندسية، وغيرها، بالإضافة إلى حفر النقوش والرسوم، وتفريغ الورق.
يتطلب هذا الفن مهارة ودقة وخيالاً لتحويل الورق المسطح إلى تصمـــــيم فني مُعبّر، وقد أضفت عليه الحرفية كرم حسّاً مرهفاً وذوقاً رفيعاً، فحولت الورق المقوى إلى فنون حرفية جميلة، فقامت بالحفر والرسم والتلوين بألوان مختلفة تضفي على القطع المُصنّعة جمالاً، بحيث تُصنّع المجسم على مراحل. تتمثل المرحلة الأولى في الرسم وتصميم المجسم ثلاثي الأبعاد ثم المرحلة الثانية وهي تشكيل مجسم كامل، ويكون ذلك عبر تعشيق الورق أو تركيبه فوق بعضه بعد قصه وتفصيله وتزيينه، وطي عدد من القطع المتطابقة مع بعضها البعض، واستخدام المواد اللاصقة لإضفاء المزيد من المتانة والاحترافية على التصاميم. واليوم تنوعت المواد المستخدمة، فلم يعد الورق هو الخيار الوحيد، بل شملت أوراق تغليف الهدايا، وأوراق الطباعة ما يدافع عن البيئة من خلال إعادة تدوير الأوراق المُستهلكة، وتحويلها إلى أشكال فنية مميزة. وأكَّدت الحرفية كرم أنَّ حرفتها اقتصرت على تصنيع القطع الصغيرة، كعلب القرآن الكريم وضيافة الحلويات وطاولات الزهر وزينة المناسبات وكراسي طعام الأطفال، وتميزت بتصنيع أشكال مختلفة لآلات موسيقية والخزن الصغيرة وشخصيات كرتونية مشهورة وألعاب للأطفال وحيوانات، وبعض الأقنعة. ولفتت إلى أهمية هذا الفن في التواصل مع شرائح أخرى بالمجتمع، كالمعوقين والمتأخرين ذهنياً وفاقدي البصر، فهو إبداع متجدد بحس مرهف يعلم الأطفال بطرق مبتكرة العديد من المفاهيم الهندسية والعلمية، فضلاً عن الدقة والمحاكاة والقدرة على إيصال معلومات عن الأشكال والمخلوقات الورقية التي يتم تكوينها، خاصة في المجتمعات النامية والمنعزلة. ونتيجة لتميزها في فن صناعة مجسمات “الأوريغامي” شاركت بأعمالها ضمن العديد من الفعاليات والورش والملتقيات المهتمة بهذا الفن المتميز.