الثورة – جاك وهبه:
في خطوة مهمة على طريق دعم القطاع الزراعي السوري، أطلقت شركة “جنرال بلاست” الجيل الخامس من أنظمة الري الحديث، خلال مشاركتها في معرض “أغرو سيريا” الذي يُقام في مدينة المعارض بدمشق، بمشاركة أكثر من 120 شركة محلية وعربية وأجنبية، وذلك في إطار الجهود المبذولة لتعزيز الأمن الغذائي وتطوير الإنتاج الزراعي باستخدام أحدث التقنيات.
كفاءة عالية
وشهد جناح الشركة حضوراً لافتاً من الفلاحين والمهندسين الزراعيين والتجار والمستثمرين، الذين أبدوا اهتماماً كبيراً بالتقنيات الجديدة التي توفرها الشركة، نظراً لما تحققه من كفاءة عالية في استخدام المياه، وتوفير يصل إلى 70 في المئة مقارنة بالأنظمة التقليدية، فضلاً عن مساهمتها في تحسين جودة الإنتاج وزيادة المحاصيل الزراعية بتكاليف أقل.
نظام “تي تيب” في مقدمة الحلول
ومن أبرز ما قدمته “جنرال بلاست” خلال المعرض، نظام التنقيط الشريطي المعروف باسم “تي تيب”، والذي يعد من أكثر أنظمة الري تطوراً وشيوعاً في العالم، إذ يعتمد على إيصال المياه بشكل دقيق إلى جذور النباتات، مما يساهم في تقليل الهدر وتحسين استغلال الموارد المائية، في وقت تواجه فيه سوريا تحديات كبيرة تتعلق بندرة المياه وتغيرات المناخ.
رؤية صناعية
المدير العام للشركة، الصناعي إسماعيل حج حمد، أشار في حديث خاص لصحيفة الثورة إلى تاريخ الشركة وتطورها، وبين أنها تأسست عام 2004 في مدينة الشيخ نجار الصناعية بحلب، وكانت آنذاك من الشركات الرائدة في قطاع الري داخل سوريا، إلا أن الحرب التي شهدتها البلاد أدت إلى تدمير المعمل بشكل كامل، ما اضطر القائمين عليها إلى نقل نشاطهم الصناعي خارج سوريا، وتم تأسيس مصانع بديلة في أربيل العراقية وغازي عنتاب التركية.
لكن الإصرار على العودة والمساهمة في نهضة البلاد، دفعهم لاحقاً إلى افتتاح معمل جديد في منطقة الراعي شمال سوريا، ليكون نواة لانطلاقة جديدة في السوق السورية، ويعيد الثقة بقدرة الصناعيين السوريين على النهوض مجدداً رغم كل الظروف.
حضور متزايد
وبيّن حج حمد أن الشركة تمكنت، بعد العودة، من توسيع نطاق توزيع منتجاتها، والتي كانت تقتصر سابقاً على مناطق الشمال المحرر، لتشمل اليوم معظم المحافظات السورية بما فيها الجنوب والساحل والمنطقة الوسطى، ما يعكس تنامي الثقة بجودة منتجاتها وتزايد الحاجة في السوق المحلية لأنظمة ري حديثة وعملية وموفرة.
دعوة صادقة لإعمار سوريا
وفي ختام تصريحه، وجه حج حمد رسالة واضحة إلى رجال الأعمال السوريين في الخارج، داعياً إياهم إلى استثمار جزء بسيط من إمكاناتهم للمساهمة في إعادة إعمار سوريا، قائلاً: “لو استخدم المغتربون 10 في المئة فقط من قدراتهم، يمكنهم إعادة بناء سوريا بالكامل”، وأشاد بالتجاوب الحكومي الإيجابي مع الصناعيين، لكنه طالب بضرورة توفير الكهرباء بشكل دائم وبسعر عالمي، كونها تشكل حجر الأساس لأي نشاط صناعي.
تؤكد هذه المشاركة النوعية للشركة في معرض “أغرو سيريا” أن القطاع الصناعي السوري قادر على النهوض، وأن مستقبل الزراعة في البلاد يمكن أن يكون أكثر استدامة وفعالية إذا ما تضافرت الجهود بين الدولة والقطاع الخاص، وعاد المستثمرون السوريون لوضع بصمتهم في وطنهم من جديد.