الثورة – رنا بدري سلوم:
أذكر حين كانت جدّتي تخيط بالإبرة على “ماكينة الخياطة اليدويّة” فتستهلك الوقت والجهد لرتق ما أفسده لعبنا الطفولي من ثيابنا، كانت تردد جملة “من إبرة وخيط عمّرت بيت” فلا تستهينوا بحجمها.
الإبرة والخيط، قد تكون متواجدة في كلّ بيّت، لكن قلّة قليلة من يعطونها الأهميّة في شق طريق الحرفيّة والإبداع، لمعت الومضة في ذهن المبدعة سوزان فرزان عندما التقت بالحرفيّات في فن التطريز بجبل لبنان، فتعلّمت منهن خطوات الحرفة اليدويّة في تطريز المناديل الحريريّة بالإبرة والخيط رغم صغر سنّها، ما دفعها لتنقل الحرفة إلى بلدتها “أشرفية صحنايا” في ريف دمشق، فأتقنت أصولها وصنعت الكثير منها كطرحات العرائس والمناديل الحريريّة لعقد القران وأثواب الصلاة ومناسبات الولادة والأفراح والأتراح.عن تجربتها بيّنت سوزان لصحيفة الثورة، أن العمل الذي تقوم به يستغرق وقتاً وجهداً، وأن تطريز منديل يحتاج ساعات وربما أيام، عدا عن أن هذه الحرفة تحتاج لتفرغ ودقّة والخطأ بقطبة واحدة قد يفسد مترالقماش كله، وهنا تحمل المسؤولية في الوعي والالتزام والتأني لإنهاء العمل.
وتضيف: لقد حاولت عبر صفحتي الشخصية عبر الانستغرام والفيسبوك والواتساب عرض ما طرزته للعائلة تحت عنوان :”شغل إبرة”، والهاجس كبيراليوم في إكمال هذه المهنة بمشروع كبير يلقى الدّعم المادي والمعنوي عبر فتح مشاريع للمرأة الريفية ومنح القروض الخاصة للمهن اليدويّة واعتبارها مشروعات صغيرة داعمة ذات جدوى اقتصادية لا يستهان بها، مشيرة إلى أن هناك معاناة في تأمين أثواب القماش البلدي والحريري الخاصة بالرأس، وإن وجدت فهي باهظة الثمن وذلك ينطبق على الخيوط الحريريّة أيضاً.
وختمت سوزان بالقول: أتمنّى ألا تبقى هذه المهنة حبيسة المكان مقتصرة على معارض فنيّة وفصليّة تقوم بها الجمعيّات والمؤسّسات الخيريّة وحسب، بل أن يتسنى لها الفرصة في امتلاك الأدوات اللازمة كالقماش بكل أنواعه والخيوط لتكون متاحة.. ويعدّ فن التطريز من تراثنا العربي الأصيل ووجب علينا جميعاً المحافظة عليه وعلى حرفيّة صناعته بأيادٍ ماهرة، وهو ما نأمله في قادم الأيام.