الثورة: أسماء الفريح:
أكدت المملكة العربية السعودية رفضها وإدانتها استهداف مخيمات النازحين غرب السودان ما أدى لمقتل وإصابة مدنيين وعاملين في المجال الإغاثي والإنساني في انتهاك للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وشددت الخارجية السعودية في بيان لها اليوم نقلته وكالة واس على ضرورة وقف الهجمات وتجنب استهداف المدنيين وتنفيذ ما تم التوقيع عليه في إعلان جدة وضرورة توفير الحماية للعاملين في المجال الإغاثي والإنساني.
وكان وزير الثقافة والإعلام السوداني الناطق الرسمي باسم الحكومة خالد الاعيسر أعرب أمس عن إدانة بلاده للاعتداءات البشعة التي ترتكبها مليشيات الدعم السريع المتمردة ضد المدنيين الأبرياء في كل من معسكر زمزم والفاشر بولاية شمال دارفور والتي تسببت في سقوط عدد كبير من القتلى والمصابين بمن في ذلك النساء والأطفال.
وأكد الاعيسر في منشور في صفحته في فيسبوك أن الأمر يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي، ولجميع الاتفاقيات والمعاهدات ذات الصلة التي تحمي المدنيين في الصراع المسلح.
وتابع أن الحكومة السودانية تدعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية رداً على هذه الفظائع، وتعيد تأكيد ” التزامها الثابت بالدفاع عن حقوق شعبها ومواصلة كفاحها المشروع ضد هذه المليشيات المجرمة حتى يتم طرد كل مرتزق من التراب السوداني”.
بدورها، كشفت حكومة ولاية شمال دارفور أن ميليشيا آل دقلو الإرهابيـة، قامت بتصفية كل الكوادر الطبية ومرافقي المرضى بمستشفى منظمة الإغاثة الدولية “رليف” عقب اقتحامها معسكر زمزم للنازحين جنوب الفاشر الجمعة، كما استهدفت بمدفعيتها الثقيلة معسكر ابوشوك شمال الفاشر، ما أدى لمقتل العشرات من النازحين الأبرياء إلى جانب المدنيين العزل ممن قصدوا السوق الوحيد في المدينة لشراء احتياجاتهم الضرورية رغم شحها وانعدامها، وقامت أيضاً بتصفية المدير الطبي لمستشفى مدينة أم كدادة وكل الطاقم الطبي ومرافقي المرضى في سلوك عدواني ووحشي، هذا إلى جانب مواصلة حصارها الفاشر مستخدمة سلاح الجوع والفاقة والحرمان.
وفي ذات السياق، دعت منسقة الأمم المتحدة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية في السودان كليمنتاين نكويتا – سلامي في حوار مع أخبار الأمم المتحدة، المجتمع الدولي إلى تجديد دعمه لملايين المتضررين من جراء تفاقم الأوضاع هناك، وارتفاع مخاطر المجاعة، والنقص الخطير في تمويل جهود الإغاثة.
وقالت: “الناس في وضع يائس.. نناشد المجتمع الدولي ألا ينسى السودان، وألا ينسى الرجال والنساء والأطفال في السودان الذين وجدوا أنفسهم في هذا الوضع الصعب للغاية في هذه اللحظة الحرجة”.
وأشارت إلى سعي الأمم المتحدة وشركائها هذا العام إلى جمع 4.2 مليارات دولار لتقديم الدعم إلى نحو 30 مليون شخص في جميع أنحاء السودان، إلا أن التمويل لا يزال بعيداً عن المطلوب، وقالت: إن بعض المانحين أبلغوا مكتبها بأنهم سيقومون بتقليص الموارد المتاحة، معربة عن قلقها من عدم حصول العاملين الإنسانيين على مستوى التمويل الذي يمكنهم من تلبية الاحتياجات العاجلة للسكان.
وحذرت من أن الصراع المحتدم في السودان أرخى بظلاله المدمرة وبشكل خاص في منطقة دارفور، مؤكدة أن مدينة الفاشر لا تزال تحت الحصار، مبينة أن المدنيين “محاصرون منذ عدة أشهر، وهم يواجهون قصفاً يومياً وتشريداً وتدهوراً سريعاً في الأوضاع الإنسانية”.
وعبّرت عن قلقها البالغ إزاء تأكيد المجاعة في مخيم زمزم شمال دارفور، واصفة الوضع هناك بالـ “كارثي”، مشيرة إلى نقص حاد في الغذاء والماء والإمدادات الطبية إلى جانب ارتفاع أسعار السلع الأساسية بشكل كبير، ما جعل المواد الضرورية خارج متناول معظم الأسر.
وقالت: “نواصل التأكيد على ضرورة حماية المدنيين، بما يتماشى مع القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان.. هذا شيء لم نره بعد، وما زلنا نطالب به”، كما أشارت إلى أن تحديات إيصال المساعدات الإنسانية لا تزال تمثل عقبة كبيرة.
ومنذ اندلاع الحرب بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في الـ 15 من نيسان عام 2023، شهد السودان دماراً غير مسبوق، ما تسبب في تهجير أكثر من 12 مليون شخص، لتكون أسوأ أزمة نزوح في العالم.