حين تفوح “رائحة البرتقال” من المُعتقل

الثورة – فؤاد مسعد:
يمزج الفيلم القصير “رائحة البرتقال” تأليف وإخراج الأخوين ملص بين سحر المسرح وعالم الفن السابع، من خلال استلهامه مسرحية “الموت والعذراء” للكاتب التشيلي آرييل دورفمان، وإسقاطها على واقع عاشه لاجئون سوريون في أوروبا، قُلِبت فيه الطاولة بين الضحية والجلاد، ملقياً الضوء على تداعيات الحرب عليهم، ملامساً تفاصيل التصقت في عمق الذاكرة، تاركة نُدبها التي يعجز الزمن عن طمسها.

يتماهى الفيلم مع المسرحية مُسقطاً الجدار بين الواقع والحكاية، مُستحضراً أحداثها من خلال ممثلين “رجلين وامرأة” أرادوا عرض العمل المسرحي في هولندا مكان لجوئهم، والذي يحكي عن امرأة استطاعت أن تمّيز نبرة صوت الرجل الغريب مكتشفة أنه من كان يعذبها في السجن قبل سنوات.

تتحول هذه التيمة إلى حقيقة في فيلم عكس ما جرى فعلاً في بلاد اللجوء، حيث تتداخل أحداث العرض مع الواقع بطريقة درامية، حين يقتحم رجل مجهول حياة المسرحيين الثلاثة، وسرعان ما يقوم بالتقرب منهم كونه لاجئ سوري مثلهم، إلا أنّ هواجس الشك عند المرأة تبدأ بالتزايد وتصل ذروتها عندما يختار احتساء عصير البرتقال، مؤكدة أنه هو نفسه “الملازم أول خالد” الذي كان يقوم بتعذيبها والاعتداء عليها خلال فترة سجنها في المعتقل لدى النظام البائد، هذه الصورة التي حُفرت في ذاكرتها وكان من الصعب التخلص من آلامهما، رغم أنها خرجت من المعتقل عام 2013.

لاجئ سوري يُحتمل تورطه في جرائم تعذيب خلال الحرب في سوريا، كيف سيكون شكل التعاطي معه في بلاد المنفى؟.

سؤال كبير أثاره الفيلم بأسلوب بسيط وسلسل في الوقت الذي كانت تشهد فيه المحاكم الأوروبية أحداثاً مماثلة.

عبّرت “لبنى أبو الخير” التي أدت شخصية الممثلة المسرحية عن الصراع الذي دار داخلها عاكسة هواجس المرأة المكلومة الساعية إلى تحقيق العدالة، أتت نظراتها نحوه وكأنه نار تتقد في أعماقها، في اللحظات التي انتقلت فيها من الشك إلى اليقين، كاشفة أنه هو من تبحث عنه، مدققة في دلالات أوصلتها إلى المُبتغى.

وكما انطلق الفيلم بمشاهد البروفات والتحضيرات للعرض المسرحي، انتهى بمشاهد تشي بالعودة إلى الأجواء المسرحية نفسها، استعداداً للموعد المُنتظر مع الجمهور المُحب للمسرح.

الفيلم الذي يقع في “19 دقيقة”، ويؤدي شخصياته كل من “لبنى أبو الخير، غياث قداح، محمد ملص، أحمد ملص”، يشارك ضمن مهرجان إزمير الدولي الرابع لأفلام اللاجئين في تركيا، الذي يقام خلال الفترة الواقعة بين 24 و27 من الشهر الحالي.

وسبق له المشاركة في عدة مهرجانات عربية ودولية في:”لبنان، فلسطين، الأردن، تونس، البحرين، الهند، كندا، وإيطاليا”، ونال عدداً من الجوائز كأفضل سيناريو وأفضل قصة وأفضل فيلم، ولكن حول الجائزة الأهم، تحدث “أحمد ملص” لصحيفة الثورة قائلاً:”الجائزة الأقرب إلى قلوبنا كانت جائزة أفضل ممثلة التي حصدتها الممثلة لبنى أبو الخير في مهرجان Amarcort Film Festival في مدينة ريميني الإيطالية، مسقط رأس المخرج الكبير فيدريكو فيلليني”.

آخر الأخبار
دير الزور.. منظمات مانحة تدعم تنفيذ مشاريع المياه خطوط الصرف الصحي خارج الخدمة في الحسينية.. والبلدية تعمل على الحل انتقادات مصرية لمطالبات ترامب بشأن قناة السويس الفاعل مجهول.. تكرار سرقة مراكز تحويل الكهرباء في "عرطوز والفضل" Shafaq News : مؤتمر للأكراد لصياغة موقف موحد لمستقبل سوري دمشق وبغداد.. نحو مبدأ "علاقة إستراتيجية جديدة" "الأونروا": نفاد إمدادات الطحين من غزة الاحتلال يقتل 15 صحفياً فلسطينياً بأقل من 4 أشهر درعا: مناقشة خطط زراعة البطاطا في المحافظة خطة لدعم التجارة الخارجية وإرساء اقتصاد السوق الحر في ظلّ تداولات وهمية.. سعيد لـ"الثورة": وضع إطار تشريعي للتعامل بـ"الفوركس" الفنادق التراثية.. تجربة مشوقة للإقامة داخل المدن القديمة "مياه دمشق وريفها" تقرع جرس الإنذار وترفع حالة الطوارئ "طرطوس" 20 بالمئة إسطوانات الغاز التالفة "نيويورك تايمز" ترجح أن يكون "وقود صاروخي" سبب الانفجار في ميناء إيراني تطوير خدمات بلديات قرى بانياس وصافيتا "صحة درعا".. أكثر من 293 ألف خدمة خلال الربع الأول هل تُواجه إيران مصير أوكرانيا؟ نمذجة معلومات البناء(BIM) في عمليات إعادة إعمار سوريا "رؤية حوران 2040".. حوار الواقع والرؤية والتحديات