الثورة – ناصر منذر:
تؤكد سوريا والأردن باستمرار، حرصهما المشترك على بناء علاقات استراتيجية، تخدم الشعبين الشقيقين، لاسيما وأن البلدين الجارين، وبحكم الجوار، والعلاقات التاريخية، لديهما مصلحة مشتركة في إرساء دعائم التعاون المثمر، والتنسيق الدائم، لتعزيز الاستقرار في المنطقة، من جهة، ومن جهة ثانية، حل القضايا العالقة بينهما، والتي سببتها سياسة النظام المخلوع، ومنها ملف اللاجئين الذي بات يثقل كاهل الاقتصاد الأردني، إضافة إلى قضايا أمنية تتعلق بتهريب السلاح والمخدرات.
وانطلاقا من ذلك، استقبل السيد الرئيس أحمد الشرع، وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، بحضور وزير الخارجية أسعد الشيباني في قصر الشعب بالعاصمة دمشق.
وتناول اللقاء، مناقشة العديد من القضايا التي تهم البلدين، والتحديات التي تواجه منطقتنا وسبل التعاون المشترك لمواجهتها بما يحقق الأمن والاستقرار، وتطوير العلاقات السورية الأردنية، وهذا ما أكده الوزير الشيباني في تغريدة له اليوم عبر منصة “إكس”.
وقبل لقائه الرئيس الشرع، أجرى الصفدي مباحثات موسعة مع الوزير الشيباني.
وقال الوزير الشيباني في تغريدة عبر منصة إكس: “تشرفت اليوم باستقبال أخي معالي وزير الخارجية الأردني السيد أيمن الصفدي، وأجرينا نقاشاً مثمراً حول عدد من القضايا التي تهم بلدينا”
وأضاف:”نؤمن أن تعزيز التعاون السوري الأردني يصب في مصلحة شعبينا ويساهم في استقرار منطقتنا وازدهارها”.
وتابع بالقول:” ومن ثم انتقلنا إلى نقاش مثمر مع فخامة الرئيس أحمد الشرع، تناولنا فيه التحديات التي تواجه منطقتنا وسبل التعاون المشترك لمواجهتها بما يحقق الأمن والاستقرار وتطوير العلاقات السورية الأردنية”.
وتأتي زيارة الوزير الأردني إلى سوريا، في إطار سلسلة اللقاءات المتواصلة بين الجانبين السوري والأردني، الهادفة إلى بناء رؤية مشتركة، إزاء التحديات الراهنة، وسبل مواجهتها، بما يعزز استقرار البلدين، لاسيما في وقت يواصل فيه كيان الاحتلال الإسرائيلي تصعيده ضد سوريا، عبر خاصرتها الجنوبية، ما يشكل تهديداً مباشراً لأمن سوريا، والمنطقة، وسبق لوزير الخارجية الأردني أن أكد بأن استقرار سوريا وأمنها يعد استقراراً للأردن ولأمنه، وأن بناء سوريا مصلحة أردنية.
كذلك من شأن اللقاءات والزيارات المتبادلة، أن ترسم خارطة طريق لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين ووضع أسس لشراكة مستقبلية في ملف إعادة الإعمار، حيث إن تسريع وتيرة عودة العلاقات التجارية والاقتصادية، هو مصلحة سورية أردنية مشتركة، وأيضاً يمكن للأردن أن يلعب دوراً مهماً على صعيد مساعدة سوريا بالنهوض مجدداً، واستعادة تعافيها السياسي والاقتصادي، خاصة وأن القرب الجغرافي بين البلدين، يمنح ميزة إضافية للأردن، للمساهمة في إعادة إعمار سوريا.
يشار إلى أن الرئيس الشرع، قد أجرى زيارة قصيرة إلى العاصمة الأردنية عمان في السادس والعشرين من شباط الماضي، التقى خلالها جلالة الملك عبدالله الثاني، وتم بحث فرص تطوير التعاون والوصول إلى صيغ مشتركة في زيادة واستدامة التنسيق على مختلف الصعد، بما يحقق المصالح المشتركة ويعزز وحدة الصف العربي.
وتم التأكيد خلال اللقاء على عمق العلاقات الأخوية، والحرص على توسيع التعاون في مجالات التجارة والطاقة والمياه.
كما أنه سبق للرئيس الشرع أن استقبل في الثالث والعشرين من كانون الثاني الماضي، وفداً أردنياً برئاسة الصفدي، وتم حينها بحث تطورات الأوضاع في سوريا والمنطقة.
وأكد وزير الخارجية الأردني وقوف الأردن المطلق مع سوريا وشعبها واستعداد المملكة بتوجيه مباشر من جلالة الملك عبدالله الثاني لتقديم كل الدعم الذي يحتاجه الشعب السوري لمواجهة تحديات المرحلة الانتقالية، وإعادة بناء وطنه بما يلبي طموحاته وحقوقه وتطلعاته.
