لميس علي:
على لسان الكاتبة إيلاريا غاسبري تريد العبارة السابقة، كنوع من خلاصة لإحدى فقرات كتابها (دليل فلسفي صغير لكبار العاطفيين) متحدثةً عن معاني (الماضي، الحياة، الزمن) بتكثيف يربط ما بين تلك المفردات عبر استخلاص استنتاجاتٍ وقناعات تخص من عاش وفقها..فمن منا يستطيع أن يعترف: نعم قد عشت..؟وما معاني العيش المفترضة بهذا الاعتراف..؟ترى غاسباري أن “الماضي أرض غريبة” لن نرغب بالعودة إليه، لأن “الحياة ليست سوى تجدّد مستمر” مع ملاحظة أنها صراعٌ دائم مع “الزمن ذلك الإطار المحدود الذي تندثر فيه ألوف الإمكانيات قبل أن تتحقق”.حين نقيس عيشنا وفق مفردات غاسباري: (الزمن، الماضي، إمكانيات، تجدّد) ونتأمل عميقاً بمختلف تجارب وذكريات عشناها، تحيط بنا الدهشة لكثر ما تدفق العيش الحقّ داخلنا.. ثم وبذات اللحظة ينتابنا إحساس أن ثمة شيئاً آخر مغاير لكل ذلك الذي عشناه أو توهمنا عيشه، ذاك الذي قاربناه حلماً/أحلاماً..وكأنما هناك (زمن حلمي) نحياه ولا نحياه بذات الوقت..وكأن الزمن (ضائعٌ)، فعلياً، حين لا تشعله الرغبة.. وكذلك العيش.”ألكسندر كوجيف” كان يرى أن الوجود الإنساني يتحقق بالرغبة ويفترضها، (فالتاريخ الإنساني إنما هو تاريخ الرغبات المرغوبة).غاسباري اعترفت: “نعم، قد عشت، قد بددت ألوف الاحتمالات لكي يتحقق واحدٌ منها ولو مرة واحدة”..وفق ميزان (الرغبة) يمكن تعديل اعترافها ليغدو اعتراف أي منّا: “بددتُ ألوف المحاولات واحتمالات الرغبات.. إذاً، نعم، قد عشت”.

التالي