الثورة – عبد الحميد غانم:
عانى الصناعي السوري صعوبات جمة طيلة سنوات الحرب، فاضطر الكثيرون لمغادرة البلاد، والبحث عن بدائل، وإقامة مصانع وشركات في بلدان عربية وبلدان مجاورة مثل تركيا، بينما بقي البعض يعاني تقلبات قسوة الإجراءات الاقتصادية.
مشاركون في الدورة الـ 20 لمعرض الصناعات الغذائية (فود إكسبو) لعام 2025 أكدوا لـ”الثورة” أن إجراءات النظام المخلوع وتشريعاته حدت من حرية العمل وتقييد الصناعيين الغذائيين طيلة سنوات الثورة السورية.
وقد عکس معرض (فود اكسبو 2025) ، الكثير من.تجارب الصانع السوري، ومعاناته.
تأخر الموافقات
مديرا شركة للتغليف والطباعة، عبد الكريم حلاق وجميل صباغ أكدا أن التاجر السوري واجه تحديات كثيرة خلال سنوات الثورة السورية، لذلك بحث عن بدائل، فقامت شركتهما بالانتقال إلى تركيا، وإقامة شركة في غازي عينتاب بنفس الاختصاص، ونجحت الشركة في إنتاجها، واستطاعت أن تصدر إلى أكثر من 20 دولة، إلى جانب التصدير إلى دول الوطن العربي.
ونوها بأنه بعد التحرير، عملت شركتهما للعودة إلى الوطن الأم سوريا وإعادة فتح الشركة من جديد، مشيرين إلى وجود صعوبات منها تتعلق بتأخر الموافقات والبريد بين غرفتي التجارة في دمشق وحلب، ويعود ذلك إلى الأعباء الكبيرة التي تتحملها الحكومة السورية الجديدة، وكثافة التحديات التي تحاول الحكومة تذليلها من أمام التجار السوريين وتسهيل عملهم وعودتهم إلى وطنهم.
وتمنيا أن تساعد الحكومة في تقديم تسهيلات لنقل آلات المصانع والشركات السورية من تركيا إلى سوريا، وتأمين أماكن إقامة لشركات ومصانع التجار في المنطقة الصناعية بمنطقة الشيخ نجار لأن الكهرباء متوفرة هناك على مدار 24 ساعة يومياً، مما يساعد على زيادة الإنتاجية الاقتصادية وتحريك عجلة النهوض الاقتصادي.
كما أملا أن تخفف الحكومة الأعباء على التاجر السوري الذي يريد نقل آلات من حلب، وأن تشملها الإعفاءات الضريبية، مؤكدين ضرورة وقوف السوريين إلى جانب الحكومة الجديدة من أجل إعادة الإعمار والبناء والنهوض الاقتصادي وعودة الحياة إلى الاقتصاد السوري برخم أكبر.
المنافسة في السعر والجودة
عبد الهادي- مدير التسويق في شركة، أشار إلى أن شركته تقلص إنتاجها، واضطرت إلى الذهاب إلى لبنان وتركيا نتيجة إجراءات النظام السابق، الذي عطل وأخر إنتاج الكثير من الشركات والمصانع السورية، منوهاً أنه في ظل العهد الجديد بعد التحرير، تحسنت الأوضاع الاقتصادية والأمنية مما عزز الإنتاجية وزياداتها، وحسن ظروف العمل والانفتاح وأزال الاحتكار، وفتح الساحة على المنافسة الحرة الشريفة في السعر والجودة.
صبا بدر مدير العلامة التجارية في شركة غذائية، أوضحت أن معظم الصناعات السورية عانت من التشريعات التي فرضها النظام السابق، وكانت تختلف بين وقت وآخر، مؤكدة أن سوريا الجديدة تشهد اليوم انطلاقة مهمة في دفع الاقتصاد والنهوض بأدواته وإنتاجيته.
وبينت بدر أن دخول بعض السلع والمنتجات إلى البلاد بطريقة لا تحقق المواصفات والمعايير القياسية يشكل مخالفة وعبئاً، يهدد الإنتاج السوري، ويؤثر على إنتاجية الشركات الوطنية، التي تتميز بعلامة تجارية مميزة ومحققة للمواصفات والمعايير القياسية العالمية، مما ينعكس إيجاباً على السوق المحلي وغيره من المنتجات المهمة.
عهد ديب مدير التسويق في شركة لمشروب الطاقة، شددت على أهمية دعم السوق السوري المحلي بمنتجات وسلع يتطلبها وهي غير موجودة، وضرورة تلبية احتياجاته ومتطلباته ولاسيما لفئة الشباب.
الدكتور بلال خورشید من شركة خاصة أكد أن الصناعي السوري أثبت فعاليته وقدرته ودوره الكبير ولاسيما في الدول المجاورة وفي دول العالم، وأن المنتج السوري بات مطلوباً وتهفو إليه الأذواق العربية والأجنبية، كما أن المهن السورية المتميزة وصلت إلى بقاع واسعة في دول العالم، وهو ما يتطلب المحافظة على نوعية وجودة المنتج السوري ومواصفاته المميزة حتى يبقى مطلوباً ويحافظ على سمعة الصناعي والتاجر السوري.
مضيفاً، إن المنتج السوري يسعى دائماً إلى تطوير إنتاجه حتى يبقى يستقطب اهتمامات السوق العربي والإقليمي والعالمي.