تخطفنا بعض المواقف إلى وشوشاتها الجانبية كي لا يهرب صداها إلى طنين الآذان الأخرى.. فمن يحاول أن يسترق السمع قصداً لاريب أنه واش، وفضوله لا ينذر بفأل حسن.
كثيرة هي الحوارات أو النقاشات التي يدور رحاها في المجالس والمكاتب والاجتماعات وغيرها، والتي سببت ربما جدالاً وانزعاجاً لدى الاخرين إذا ما حاول البعض تسريب شيء مما قيل وذكر من العبارات والجمل بشكل مبّهر ومنكه “لسين” من الناس، ذكراً كان أم أنثى، بغرض الأذى النفسي أولاً وإرضاء فضوله السلبي ثانياً.
فهناك أناس من حولنا لا يطيب لهم عيش من دون أن يشوا بما توفر لديهم من بعض القيل والقال، بعيداً عن الوعي والتبصر لما ينطوي على ذلك من زيف واستهلاك “ما هبّ ودبّ” من الشكوك والظنون وتقلّب الوجوه، كميزان الزئبق من الصعب ثباته واستقراره بسهولة.
لسنا بصدد اتهام أو قصد أي أحد بعينه، وإنما الحالة العامة لا تطمئن لطالما كلّ يغني على ليلاه، وكل يفسر على هواه، و”يشطح في رواياته” الى ما شاء الله من دون وجل من تأنيب ضمير، أو خشية من وجع العامة.
هي الحياة بحلوها ومرها متماهية في كل شيء، وشاهدة على تفاصيل كل محتوى يصدر من الأفراد والجماعات، ولكن يبقى للبيوت أسرارها، وللمجالس أماناتها، وللحوارات ناسها حسب الشكل والمضمون والمبتغى.
فلتكن المقاصد الإيجابية الخيرة مفاتيح النوايا الصافية مثل رسول صالح لكل فعل مطمئن، يبلسم الجراح ويطوي صفحات من مآسي النفس التي لا تنتهي.