الثورة – فؤاد الوادي:
التوتر هو دائماً سيد الموقف على الحدود بين الجارتين النوويتين باكستان والهند، فبمجرد حدوث أي مشكلة هناك، تسارع طبول الحرب لتدق، وكأن الأمر أشبه بالرقص على حافة الجحيم.
هجوم دام على سياح في إقليم جامو وكشمير، خلّف قتلى وعشرات الجرحى، رفع مستوى التوتر بين البلدين إلى حدوده القصوى، حيث بدأت التحذيرات من نشوب حرب بين الجارتين النوويتين.
و قالت مجلة الـ” إيكونوميست ” البريطانية: إن الهجوم أدى إلى اضطرابات كبيرة في المنطقة، شملت إغلاقات في المنطقة ومغادرة جماعية للسياح، مشيرة إلى أن شركات طيران نظمت رحلات خاصة لإجلاء الزوار العالقين، واعتقلت قوات الأمن نحو 100 شخص يُشتبه بتعاطفهم مع المسلحين.
ووصفت الـ”إيكونوميست” ما حدث بالقول :”لطالما كانت مروج الجبال الشبيهة بالألب وغابات الصنوبر في باهالغام عامل جذبٍ لزوار منطقة جامو وكشمير الهندية.
بل إن بعضهم أطلق عليها: “سويسرا المصغرة”، وتوافَد السياح عليها بأعدادٍ كبيرة أخيرًا مع ترحيب الحكومة الهندية بتراجع عنف المسلحين في المنطقة”، لكنّ هجوم 22 نيسان 2025 أعاد خلط الأوراق من جديد.
وأعلنت جماعة مسلحة تُدعى “جبهة المقاومة” مسؤوليتها عن الهجوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرةً إلى معارضتها توطين أكثر من 85 ألف ساكن جديد في المنطقة، إلا أن مسؤولين سابقين في الجيش والاستخبارات الهندية اتهموا القوات المسلحة الباكستانية بالوقوف وراء الهجوم، ودعوا إلى رد حاسم.
ويُشكّل الهجوم تحدياً خطِراً لرواية الهند عن استعادة السلام في كشمير، حيث أودى العنف بحياة عشرات الآلاف منذ بدء التمرد عام 1989، ورغم الهدوء النسبي في السنوات الأخيرة، يُؤكد هذا الحادث هشاشة البيئة الأمنية.
ويعتقد المسؤولون الهنود، أن المهاجمين سعوا إلى تعطيل قطاع السياحة وجذب الانتباه العالمي بربط الهجوم بالزيارات الدولية رفيعة المستوى من وإلى الهند.
ويُعد التوقيت مهما أيضاً، إذ يأتي قبل أسابيع فقط من موسم حج هندوسي كبير، مما يُشير إلى أن المهاجمين ربما كانوا يعتزمون أيضًا ترهيب السياح الدينيين، وقد وقعت كارثة مماثلة في يونيو 2024، عندما هاجم مسلحون حافلة تقل حجاجاً هندوسيين، ما أدى إلى انحدارها في واد سحيق ومقتل تسعة منهم.
