بعض الشروط الأميركية لرفع العقوبات تحتاج إلى مناقشة أو تعديل.. الشرع لـ “نيويورك تايمز”: أي فوضى في سوريا ستضر بالعالم أجمع
الثورة – ناصر منذر:
في ظل التعقيدات الحاصلة على المشهد الإقليمي والدولي، جدد السيد الرئيس أحمد الشرع التأكيد على أن أي فوضى في سوريا ستضر بالعالم أجمع وليس دول الجوار فقط، وبعث برسائل تطمين جديدة إلى دول المنطقة والعالم، بأن الأراضي السورية لن تستخدم لتهديد أي دولة أخرى.
وفي لقاء مع صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، حدد الرئيس الشرع عدة نقاط أساسية، حول رؤيته للمرحلة الانتقالية في سوريا، والتحديات التي تواجهها في المرحلة الراهنة، والتي يأتي في مقدمتها العقوبات الأميركية والغربية، داعيا إدارة ترامب إلى رفع هذه العقوبات بشكل دائم، كونها تقف عائقا أمام الحكومة، وقدرتها على تحريك الاقتصاد، ولاسيما أن سبب استمرار تلك العقوبات لم يعد مبررا، لأنها فُرضت “ردا على الجرائم التي ارتكبها النظام السابق بحق الشعب السوري”.
وخلال اللقاء، الذي نقلت قناتا الجزيرة والعربية، مقتطفات منه، أكد الرئيس الشرع أن أي فوضى في سوريا ستضر بالعالم أجمع وليس دول الجوار فقط، مشيرا إلى أن دولا إقليمية وأوروبية تهتم باستقرار سوريا الجديدة بعد سقوط نظام بشار الأسد، في إشارة إلى الدعم الدولي للقيادة السورية الجديدة.
وبشأن العقوبات الأميركية والعلاقات مع واشنطن، قال الرئيس الشرع إن بعض الشروط الأميركية بشأن رفع العقوبات “تحتاج إلى مناقشة أو تعديل”، داعيا الولايات المتحدة إلى رفع هذه العقوبات بشكل دائم لأنها فُرضت “ردا على الجرائم التي ارتكبها النظام السابق بحق الشعب”، مضيفاً: “أن هذه العقوبات تعيق الحكومة السورية وقدرتها على تحريك الاقتصاد”، معتبراً أن المرحلة الحالية، بعد سقوط النظام السابق، تستدعي تغييراً في نهج واشنطن تجاه دمشق.
وبخصوص وجود قوات أجنبية في سوريا، أشار الشرع، إلى أن تركيا وروسيا لديهما وجود عسكري في سوريا وأن الحكومة تتفاوض حالياً معهما بشأن ذلك، ملمحاً إلى إمكانية تقديم كليهما دعماً عسكرياً لسوريا.
وأكد الشرع في هذا السياق، أنه تم إبلاغ جميع الأطراف أن الوجود العسكري في سوريا يجب أن يتوافق مع قوانين الدولة. وشدد في الوقت ذاته على أن أي اتفاقيات جديدة يجب أن تضمن استقلال سوريا وأمنها، كما يجب ألا يشكل أي وجود أجنبي في سوريا تهديداً للدول الأخرى عبر أراضي سوريا.
وأشار الشرع إلى أن روسيا زودت الجيش السوري بالأسلحة على مدى عقود، وقدمت الدعم الفني لمحطات الطاقة السورية، وقال “لدينا اتفاقيات غذاء وطاقة مع روسيا منذ سنوات ويجب أخذ هذه المصالح السورية في الاعتبار”.
وفيما يتعلق بالجيش السوري، أكد الشرع أن “بضعة أشهر ليست كافية لبناء جيش لدولة بحجم سوريا”، كما أن سوريا لم تتلق بعد عروضاً من دول لاستبدال أسلحتها التي معظمها من تصنيع روسي”.
وفي الشأن الداخلي، قال الرئيس الشرع للصحيفة: “حكومتي ملتزمة بالحفاظ على السلام في منطقة الساحل، وسنحاسب المسؤولين عن أعمال العنف الأخيرة”.