الثورة – لجينة سلامة:
ما بين أن تشعر بمتعة منتصف العمر، وبين أن تعاني من أزمة منتصفه، تجد نفسك أمام مسافة شفافة جداً عليك أن تملأها بمعانٍ ومصطلحات ورغبات حسب مفهومك لتلك المرحلة العمرية التي تمر بها وهي اقترابك من سن الأربعين ووقوفك على بوابة الخمسين ولواحقها.
“متعة أن تكون في منتصف العمر.. الأربعينيات جميلة والخمسينيات أجمل!” هو عنوان لكتاب من اختيار وترجمة علا ديوب، والتي عبرت بصدق عن الحماسة لاقترابها من سن الأربعين خاصة بعد قراءتها للكثير حول هذا الموضوع، وملاحظة الكثير من السعداء والناجحين في هذه المرحلة، لتكتشف أن الأفكار المتحيزة ضد التقدم في العمر لا مبرر لها.. بل تجد في هذه المرحلة العمرية شباباً من نوع آخر أكثر حكمة وخبرة رغم التحديات الجسدية التي يواجهها المرء في هذه المرحلة، والكثير من الميزات، وأبرزها الحرية التي تأتي مع التقدم في العمر والفهم الأفضل والأشمل للحياة نتيجة الخبرة المكتسبة التجربة- كما تقول المترجمة، والتي أرادت، من خلال إعدادها وترجمتها هذه، الاطلاع على تجارب العديد من الأشخاص الذين مروا في هذه المرحلة وأطلعت القراء معها على ذلك من خلال أربعة فصول عنونتها كالتالي:
– الأربعينيات عقل ناجح وقلب نابض بالحياة.
– العلاقات والمشاعر في منتصف العمر.
– جسدنا في منتصف العمر.
– الأربعينيات جميلة والخمسينيات أجمل.
وذكرت ديوب أن الكتاب يقع في ١٥٩ صفحة زاهية ورسومات كلها نبض، يدعو للحياة والتفاؤل والحماسة، والمصادر التي استقت منها الأفكار، واختتمته بدعوة إلى النظر بإيجابية إلى هذه المرحلة العمرية والتي ترى في التقدم بالعمر نعمة وبداية مرحلة جديدة ممتلئة بالمعرفة والفرص التي يجب أن نحسن استغلالها.
قسط من النوم والراحة
نقرأ بالكتاب تجارب أشخاص عاديين وأشخاص آخرين مميزين في مجال عملهم البحثي والدراسي والعملي أيضاً.. “لا تخشَ أبداً من أن تتألق.. تذكر أن الشمس لا تكترث إن أعمت عينيك”.
في الفصل الثالث يقول الدكتور بيرسيك: “خذ في حسبانك أن بعض الطرائق الأقل تكلفة لمكافحة تأثير التقدم على البشرة لا يتضمن أي كريمات على الإطلاق، فعلى سبيل المثال الحصول على قسط كافٍ من النوم وشرب المياه وتجنب التعرض لأشعة الشمس يمكن أن يقلل بشدة من ظهور هذه العلامات، كما تحافظ بعض المكونات في الأطعمة مثل فيتامين “سي” في الطماطم على بشرتك صحية تمنع التجاعيد”.
وتركز المترجمة في الفصل الثالث على صحة المرأة وأهمية اعتناء الرجل بنفسه، ويقول اليكس ماهين: “الرجال حقاً أسوأ في الاعتناء بأنفسهم من النساء، في الواقع إنهم يميلون إلى تجنب زيارة الأطباء حتى يضطروا لذلك، فالمعروف أن الرجال مهملون في رعاية أنفسهم “.
أتصرف كالشباب
ويقول لويد ماردين- نائب رئيس مبيعات سابق: أبلغ من العمر ٦٧سنة أشعر وأتصرف كالشباب، أصيب بالجنون عندما أذهب أحياناً إلى مركز للمتقدمين في العمر لأني أجد معظمهم استسلم لفكرة “أنا مسن الآن”، فيما يقول اينجريد بيرجمان: “التقدم في العمر مثل تسلق الجبل، ستلهث قليلاً ولكن المنظر من الأعلى أفضل بكثير”.
رقم مميز
وعن إشكالية صعوبة الاعتراف بعدد سنوات العمر، يقول سيندي جالوب: “أريدك أن تبدأ قول كم عمرك دون خجل لأن لدي اعتقاداً معاكساً للفكرة القائلة “العمر مجرد رقم، عمرك رقم مميز جداً وأنت مجموع معارفك وخبراتك الحياتية حتى الآن، عمرك جزء أساسي من هويتك، إنه يمثل قيمتك في العمل والحياة، لذلك كلما كبرت في العمر قل كم عمرك فعمرك هو أنت عمرك هو من يجعلك عزيزاً ومميزاً وفريداً كما أنت الآن”.
فيما تقول أوليفيامون: “أعتقد أن على النساء بدء تقبل أعمارهم، فما بديل التقدم في العمر؟ إنه الموت الذي ولدت فيه، لا يمكنني تغيير اليوم الذي ولدت فيه، لكن يمكنني الاعتناء ببشرتي وجسدي وذهني، ومحاولة عيش حياة سعيدة”.