الثورة- منذر عيد:
باتت الظروف المتعلقة بسوريا حبلى بكثير من الانفراجات المتوقعة، بانتظار أن تلد قادمات الأيام عددا من القرارات العربية والدولية السياسية والاقتصادية، بما ينعكس انفراجا في الداخل السوري وعلى الأصعدة كافة، وذلك مع اتساع مروحة رفع العقوبات، وانفتاح زاوية الفرجار الاقتصادي الدولي على سوريا، ما يدفع بالسوريين إلى انتظار مولود الأيام الحبلى قريبا.
فقد شكل إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفع العقوبات عن سوريا خلال زيارته مؤخرا إلى المملكة العربية السعودية في 13 الشهر الجاري، ولقائه السيد الرئيس أحمد الشرع في الرياض، مرحلة جديدة في حياة سوريا ما بعد سقوط نظام الأسد، ليثمر ذلك سلسلة من ردود الفعل والتداعيات الإيجابية عربيا ودوليا، إذ ذكرت مصادر دبلوماسية أوروبية، أول من أمس، بأن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيبحثون، في اجتماعهم المقرر عقده في 20 الشهر الجاري، إمكانية مواصلة تعليق بعض العقوبات التي كانت مفروضة على النظام السابق في أيار 2011، حسب ما ذكرت قناة “الجزيرة”، وتفيد وسائل إعلام أوروبية أن الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية كايا كالاس، والتي ستترأس الاجتماع، قدمت مقترحا بتوفير تمويل للوزارات المعنية بإعادة الإعمار وقضايا الهجرة في سوريا.
اتساع زاوية الفرجار
اتساع مروحة رفع العقوبات عن سوريا، لم يقتصر على أميركا والاتحاد الأوروبي، بل طال أيضا اليابان التي أعلنت حكومتها بدء دراسة إمكانية رفع العقوبات، لتنقل صحيفة “أساهي” اليابانية عن وزير الخارجية تاكيشي إيوايا، قوله: أن بلاده تتابع عن كثب المناقشات الجارية في المجتمع الدولي بشأن رفع العقوبات عن سوريا، وستتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب، لتؤكد صحيفة “الاقتصاد” اليابانية بدورها، بأن الحكومة تعتزم رفع العقوبات عن سوريا بنهاية شهر أيار الجاري، تماشياً مع خطوات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بهذا الخصوص.
القرار الياباني جاء بالتزامن مع تأكيد مسؤولين أميركيين أن إدارة ترامب بدأت مراجعات فنية للعقوبات المفروضة على سوريا، تمهيدا لرفعها، وأن وزارة الخزانة الأميركية ستصدر تراخيص لسوريا حتى رفع العقوبات، حسب ما نقلت شبكة “سي إن إن”.
دعم عربي
الدعم العربي لسوريا لم يتخلف عن الركب الدولي، بل إن قرار ترامب إزاء سوريا كان بطلب وضغط من المملكة العربية السعودية وتحديدا من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وذات الأمر كان بالنسبة لدولة قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة، ليأتي الإجماع العربي في القمة العربية في بغداد، وتأكيد القادة أن إعادة بناء سوريا تؤثر فيها العقوبات الاقتصادية والمالية في جميع الجوانب، مرحبين بإعلان الرئيس ترامب رفع العقوبات المفروضة على سوريا، كما قدموا الشكر إلى المملكة العربية السعودية على الجهود المبذولة لدعم الموقف العربي في هذا الشأن، ورحبوا بتخفيف العقوبات الأوروبية بما يفتح الطريق أمام تسريع وتيرة التعافي وإعادة الإعمار ويساهم في توفير الظروف اللازمة للعودة الطوعية والكريمة والآمنة للاجئين السوريين، وعودة النازحين داخليا إلى مناطقهم الأصلية، كما نقلت وكالة “واع” عما جاء في إعلان بغداد.