الثورة- ترجمة ختام أحمد:
حذرت وكالات الإغاثة من أن قرار إسرائيل بتخفيف حصارها الخانق على غزة المستمر منذ 11 أسبوعاً بشكل طفيف لن يؤدي إلى إبطاء أزمة الجوع المتصاعدة، حيث أصبح مئات الآلاف من الفلسطينيين في القطاع الآن على شفا المجاعة، وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تحت ضغط من الولايات المتحدة، يوم الأحد أن حكومته ستسمح بدخول “كمية أساسية من الغذاء”، إلا أن وكالات الإغاثة أشارت إلى أن تل أبيب لم تكشف بعد عن عدد الشاحنات المسموح لها بالدخول يومياً أو نوعية البضائع التي سيُسمح بدخولها.
وقال مسؤول إسرائيلي يوم الاثنين: إن “عشرات” الشاحنات المحملة بالمساعدات ستدخل غزة “في الأيام المقبلة”- وهو رقم أقل بكثير من 600 شاحنة يوميا التي تقول جماعات إنسانية إنها ضرورية لبدء تخفيف الأزمة.
وتستمر المناقشات حول كيفية توزيع وكالات الإغاثة للإمدادات، في حين تواصل إسرائيل تصعيد هجومها العسكري المدمر، وقالت تمارا الرفاعي، المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، لصحيفة “العربي الجديد”: “تواصلت السلطات الإسرائيلية مع الأمم المتحدة لاستئناف تقديم مساعدات محدودة، ونحن في مناقشات معهم حول كيفية حدوث ذلك في ظل الظروف على الأرض “، مضيفة أن “الحد الأدنى المطلوب سيكون 500 إلى 600 شاحنة يوميا، وهو المعدل قبل الحرب والرقم المتفق عليه خلال وقف إطلاق النار”.
سُمح لـ9 شاحنات فقط بعبور الحدود يوم الاثنين، ووصف توم فليتشر، رئيس وكالة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ذلك بأنه “قطرة في بحر” منعت إسرائيل دخول كل البضائع تقريبا إلى غزة منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر، مما أدى إلى تفاقم أزمة الجوع وتسبب في نقص واسع النطاق في الوقود والإمدادات الطبية، ما أدى إلى شلل خدمات الطوارئ، يعاني برنامج الغذاء العالمي من نقص في مخزونات الغذاء منذ قرابة شهر، وأغلقت عشرات المطابخ والمخابز المجتمعية أبوابها، واستنفدت إمدادات مطبخ “وورلد سنترال” في 8 أيار.
وأفادت منظمة مراقبة الغذاء العالمية مؤخرا أن أكثر من 20% من سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة يواجهون الآن مستويات “كارثية” من الجوع، وحذرت من أن السكان بالكامل قد يصلون إلى مستوى الأزمة بحلول أيلول إذا لم يتم رفع الحصار.
وقال أمجد الشوا، رئيس شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في غزة، لصحيفة ” العربي الجديد” : “نحن بحاجة إلى 600 شاحنة على الأقل يومياً للبدء في وقف انهيار النظام الإنساني، أي شيء أقل من ذلك غير كافٍ على الإطلاق”، وأضاف “إننا نواجه كارثة إنسانية معقدة أثرت على كافة المناطق، وهو ما يتطلب إمدادات هائلة”.
واتهمت وكالات الإغاثة إسرائيل منذ أسابيع بتجويع المدنيين عمداً، وحثت القوى العالمية على التدخل لإنهاء الحصار، وفي الأسبوع الماضي، سأل توم فليتشر، كبير مسؤولي الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، أعضاء مجلس الأمن: “هل ستتحركون بحزم لمنع الإبادة الجماعية وضمان احترام القانون الإنساني الدولي؟”
ولم يستجب برنامج الغذاء العالمي ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية لطلب “العربي الجديد” للتعليق حتى وقت نشر هذا التقرير، وجاء إعلان نتنياهو يوم الأحد بعد ساعات فقط من إعلان الجيش الإسرائيلي أنه بدأ غزو “واسع النطاق” لغزة، والذي تدعي الحكومة أنه يهدف إلى السيطرة على كامل الأراضي.
وعلى مدار الأسبوع الماضي، أفادت التقارير بمقتل أكثر من 500 فلسطيني في غارات جوية إسرائيلية متواصلة، وهاجمت الطائرات الحربية والطائرات المسيرة العديد من المستشفيات في أنحاء القطاع، ويعد هذا الهجوم جزء من خطة أقرتها الحكومة الإسرائيلية مؤخراً لـ” غزو ” القطاع واحتلاله بالكامل.
وقد أعلن الوزراء عزمهم على تهجير سكان غزة قسراً و”تدمير” ما تبقى من القطاع المدمر أصلًا، وقال الشوا: إن ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية هو محاولة للتهرب من الضغوط الدولية وإخفاء توسع عملياتها العسكرية القائمة على الإخلاء القسري لمناطق واسعة من قطاع غزة، يأتي هذا في ظل تهديدات بالتجويع والتهجير القسري والقتل اليومي الذي يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي، وأضاف أن الوضع يتفاقم ويشكل تهديداً وشيكًا لحياة المدنيين.
وتقول إسرائيل إنها ستبدأ في تولي توزيع المساعدات في غزة الأسبوع المقبل، على الرغم من المعارضة الساحقة من جانب المنظمات الإنسانية وحتى بعض أقرب حلفائها، وبموجب الخطة، سيُجبر الفلسطينيون على السفر إلى مواقع محددة لجمع كميات محدودة من الإمدادات، وسيتم الإشراف على عملية التوزيع من قبل الجيش الإسرائيلي، وشركات الأمن الخاصة الأميركية، وهيئة تم إنشاؤها حديثا تسمى مؤسسة غزة الإنسانية.
ورفضت منظمات الإغاثة التعاون، قائلة إن الخطة يتم تنفيذها لأغراض عسكرية وتهدف إلى تهجير الفلسطينيين بشكل أكبر، وتشير التقارير إلى أن هذه الاستراتيجية حظيت بدعم من إدارة ترامب، التي تمارس ضغوطا على وكالات الإغاثة للامتثال لها.
المصدر _ The NewArab