“فريد المذهان”… “قيصر” يستحق التكريم

أحمد نور الرسلان – كاتب صحفي:

مع فرحة السوريين العارمة برفع العقوبات الأمريكية والأوربية، تلك التي كانت سلاحاً فاعلاً في تقويض قوة البطش التي مارسها نظام الأسد ضد الشعب السوري، وباتت اليوم طوق النجاة للخروج من أتون الحرب للبناء وإعادة سوريا إلى مكانها الطبيعي دولياً، لابد أن نستذكر أولئك الجنود المجهولين حتى وقت قريب، ممن ساهموا بدور فاعل في فضح جرائم النظام، وتمكين فرض تلك العقوبات التي حدت من سطوة النظام وساهمت في إضعافه.

المساعد فريد المذهان المعروف بـ “قيصر”، أحد قامات سوريا الحرة، الرجل الظل الذي عمل في الخفاء لسنوات، ناضل من أجل سوريا وحريتها، لم يطلب منصباً، ولم يستثمر معاناة شعبه ليظهر كبطل، بل عمل بصمت وساهم بدور كبير وبارز في تمكين فرض العقوبات الأمريكية عبر تقديم إثباتات لا تقبل التشكيك على الجرائم المروعة التي ارتكبت في المسالخ البشرية، عبر تهريب آلاف الصور التي توثق تلك الجرائم.

“المذهان” رئيس قلم الأدلة القضائية بالشرطة العسكرية في دمشق وينحدر من مدينة درعا، وشريكه “سامي” وهو المهندس المدني “أسامة عثمان” الذي يرأس اليوم مجلس إدارة منظمة “ملفات قيصر للعدالة”، كشفا عن هويتهما للمرة الأولى عقب سقوط نظام القتل، بعد سنوات من العمل بأسماء مستعارة في المحاكم الدولية، لعبا الدور الأكبر إلى جانب المنظمات الحقوقية السورية في تمكين العزلة الدولية وفرض العقوبات على نظام الأسد.

وبعد انتهاء سبب وجودها، أكد “المذهان” أنه سعيد بقرار رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا، وتوجّه بالشكر لمن وصفهم بـ”رجال المواقف” الذين وقفوا مع الشعب السوري في أحلك الظروف، موجّهاً تحية خاصة إلى: سمو الأمير محمد بن سلمان، سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، واصفاً إياه بـ”أمير القلوب وصوت الحق”، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

لم يطلب المذهان منصباً أو تكريماً، بل عبّر عن أمله بأن تكون الحكومة السورية الحالية على قدر هذه اللحظة التاريخية، داعياً إياها إلى العمل بجدية لتحقيق تطلعات الشعب السوري بالعيش الكريم والعدالة الاجتماعية.

وفي لفتة لاقت تفاعلاً وإشادة، وتكريماً لجهوده، كان التقى رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع ووزير الخارجية والمغتربين السيد أسعد الشيباني، بالسيد فريد المذهان على هامش زيارتهما إلى جمهورية فرنسا، تقديراً لجهود ورمزية “المذهان” ودوره في الثورة السورية وفضح ممارسات وجرائم نظام الأسد.

“سامي وقيصر”، هما من سرب آلاف الصور لتعذيب الضحايا في سجون نظام الأسد، سجلا اسميهما في تاريخ سوريا الحرة كـ “بطلين” يستحقان منا أن نكرمهم وأن نروي للأجيال سيرتهم وبطولتهم وتحديهم لكل الظروف والخطوب والمخاطر حاملين قضية شعبهم إلى المحافل الدولية، والتي كان لها الأثر الكبير في تقويض سطوة نظام القتل وفضح جرائمه، وفرض العقوبات عليه.

آخر الأخبار
اللحوم حلم على موائد المواطنين .. سعر جنوني يثقل فاتورة الشراء تحذيرات  من "الجفاف المتضافر"  على الموسم الزراعي مرحلة جديدة.. سوريا والعراق يوقعان على "إطار أمني" استعداداً لمرحلة ما بعد الأسد المخلوع ما الذي يعنيه فتح السفارة السورية في واشنطن؟ سوريا تتحول إلى "ممر اقتصادي".. مشاريع الطاقة والنقل تعيد تعريف دورها الجيواستراتيجي الكتاب الورقي.. عودة الروح إلى الصفحات شركة الصرف الصحّيّ بحمص تطالب بتعديل التشريعات واستبدال آلياتها المتهالكة ترامب طلب تمديد اللقاء مع الشرع في "البيت الأبيض" الوزير الشيباني: بحثنا في واشنطن الملف السوري بجميع جوانبه وإعادة الإعمار ضمن سياق جديد سوريا تدخل "التحالف الدولي" باتفاق سياسي.. كيف سيكون شكل العلاقة؟ نحاسيات سوق مدحت باشا.. تفاصيل صغيرة تخبىء فلسفة الحياة ترامب بعد لقائه الرئيس الشرع: سأبذل كل ما في وسعي لإنجاح سوريا مازوت التدفئة للمدارس الجبلية بطرطوس ينتظر التمويل العمل عبر الإنترنت.. هل بات حلاً بديلاً للهجرة الاقتصادية؟ الرياح.. قوّة الطبيعة لإعادة التوازن لشبكات الكهرباء ترامب يتعهد بدعم القيادة السورية بعد لقائه الرئيس الشرع في "البيت الأبيض" المنشآت السياحية بحلب تنضم لحملة "حلب ست الكل" "سويفت".. يعزّز ثقة المستثمرين بقدرة النظام المصرفي من الورق إلى الشاشة.. هل التعليم الإلكتروني خيار أم ضرورة؟ الهندسة تبدع وشباب سوريا يصنعون المستقبل